ينصر وطنيتكم!!
٭٭ بكل تأكيد أننا بالأمس أهدينا للعالم أجمع درساً جديداً في كيف يستطيع السودانيون أن يلملموا أحزانهم ويتساموا عن جراحاتهم ويتجازوا مطالبهم الخاصة والضيقة من أجل السودان أولاً وأخيراً واللقاء الذي تم أمس بقاعة الصداقة وجمع عدداً مقدراً وكبيراً من الأحزاب السودانية مما جعل المائدة التي يجلسون عليها هي الأكبر وأعتقد أنها يمكن أن تدخل بهذا القياس إلى (موسوعة جينيس) للأرقام القياسية واللقاء الذي تم لم يخفَ على أحد فيه الروح الصادقة التي جاء بها المجتمعون الذين اتفقوا جميعاً أن السودان بالفعل يمر بأزمة حقيقية زادها المتطفلون والطامعون والحاقدون واللا مسؤولون، زادوها تعقيداً وشربكة، ولعل السيد الرئيس قد قدم أهم وأصدق عربون لهذا الحوار الوطني الصادق بإطلاق الحريات وإطلاق المعتقلين السياسيين ورمى بالتالي بالكرة في ملعب كل من حمل لواء المعارضة ليسجل هدفاً حقيقياً في مرمى المصالحة الوطنية، لأن الإصرار على الوقوف في خانة المعارضة أو حمل السلاح تخرج بكل تأكيد من محتواها وشعاراتها المرفوعة إلى نوايا وأجندة غير معلومة ومعروفة تجعل هؤلاء في موضع الشك والاتهام!! لكن دعوني أقول إن هذا الحوار الوطني الخالص ستواجهه الكثير من التحديات والعراقيل والمطبات والإغراءات حتى يفشل ويزج بالوطن في الدائرة الجهنمية الحارقة وبالتالي النجاح الحقيقي ليس في القبول بمبدأ الحوار ولكن الإصرار عليه رغم الضغوطات التي سنواجها من الخارج ودول كثيرة مصالحها وبزنسها في أن يصبح السودان عراقاً أو صومالاً آخر، وتحدٍ آخر وورقة ضغط ستدخل اللعبة من الرافضين والحانقين على هذه المصالحة ستكون ورقة الاقتصاد لتعميق الأزمات الداخلية وبالتالي قفل الطريق أمام أي تقدم أو نجاح يفضي إلى وفاق سوداني خالص، وهنا أتوقع أن يبرز ويظهر إلى السطح دور رجال المال والاقتصاد السودانيين في دعم الاقتصاد الوطني حتى يقف على قدميه ليقدموا نموذجاً في الوطنية يخرج بنا من عنق الزجاجة!! وصدقوني أن الروح التي استمعنا لها أمس تؤكد أن السيد الرئيس جاد وحريص على أن نعبر هذا البحر إلى مرافيء الخير والأمان، وتؤكد أيضاً أن كل رؤساء الأحزاب الذين قدموا رواتبهم ورواياتهم هم حريصون على وفاق سوداني بلا شروط تعجيزية أو مكائد سياسية تقعد بآمالنا التي بدأت ترفرف بأجنحتها في سماء المستقبل الزاهر ولم يبقَ أمامنا إلا أن نتفاءل ونمسك جيداً بتلابيب هذه الفرصة العظيمة، لأن الفرصة لا تأتي في حياة الشخص إلا مرة واحدة فما بالكم بحياة الشعوب التي إن فوتت مثل هذه السانحة فإنها لن تتكرر وإن تكررت فلن يكون الجلوس المرة القادمة على مائدة أنيقة مستديرة في صالة معطرة لكنه سيكون جلوساً فوق جماجم الغبش تملأه رائحة البارود والدماء!!
٭ كلمة عزيزة
٭٭ طبعاً من حقنا أن نسأل متى سنشعر ونحس بالوديعة المليارية القطرية لأن الحال ياهو ذاته الحال، على فكرة ممكن تدوخ وتقطع (نعليك) عشان ألف دولار لتحويلها من بنك من البنوك!.. وبالتالي هل هذا النقد الملياري الدولاري سيظل حبيساً في بنك السودان أم أنه سيمتد إلى قنوات البنوك حتى يستطيع الناس شراء الدولار بالسعر الرسمي، لأن من يحاول أن يشتري من الأسود في حالة سفر لعلاج أو أي سبب آخر إلا يبقى حرامي عشان يملك ألفين ثلاثة آلاف دولار.
٭ كلمة أعز
٭٭ هذا الحوار الوطني إن لم يتنزل إلى أرض الواقع بسقوط عروش طواغيت الخدمة المدنية وعروش طواغيت الفساد.. سيبقى عرساً بلا عروس ولا عريس كمان!!
[/JUSTIFY]عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]