تواصل ارتفاع معدل التضخم جراء الازمة المالية وغلاء الاسعار
سجل معدل التضخم ارتفاعاً لهذا العام في ولايات السودان الشمالية وتحديداً في الربع الأول لهذا العام ليبلغ (10.1%) مقارنة بالعام الماضي الذي بلغ (8%).
وعزا الخبراء الارتفاع الى الازمة الاقتصادية التي القت بآثارها على السلع الاستهلاكية.
وقد سجل المستوى العام لاسعار السلع الاستهلاكية لشهر يوليو 2009م ارتفاعاً طفيفاً مقارنة بشهر يونيو الماضي، حيث بلغ الرقم القياسي للاسعار (131.2) لشهر يوليو مقارنة بـ (127.2) ليونيو الماضي.
وتفيد متابعاتنا بأن معدل التضخم لشهر يوليو في العامين 2008 و2009م، كان مرتفعاً، وقد انعكس هذا على حسابات التضخم، مما ادى الى ثبات نسبي في شهر يوليو 2009م، (9.8%)، مقارنة بـ (9.9%) لشهر يونيو الماضي، و(8.9%)، لشهر مايو الماضي.. يذكر ان سلع مجموعة الطعام والشراب سجلت انخفاضاً واضحاً في اهم اسعارها، وبلغ التضخم فيها (9%) مقارنة بـ (10.8%) ليونيو الماضي، (10.2%) لشهر مايو الماضي، وشمل الانخفاض الزيوت والدهون والخضر، بينما ارتفعت بعض السلع كاللحوم والسكر ومنتجاته والبن والشاي ومجموعة السكن في الايجارات، والتي انخفضت بدورها في اسعار الكهرباء، في حين شهدت اسعار المجموعات الاخرى استقراراً كالصحة والتعليم والملابس والنقل ووسائل الترفيه.
في السياق يرى الخبير الاقتصادي د. حسن ماشة ان المذكرة التي يعدها الجهاز المركزي للاحصاء شهرياً ويحدد فيها الاحصاءات والاسعار مع بعض المقارنات تمثل تطوراً جيداً وتعكس لولاة الولايات والقائمين عليها نوعاً خاصاً من لفت الانظار لمراجعة الأمر، وخص ولاية نهر النيل وقال: رغم ارتباطها بالطرق القومية واستقرارها وعدم اكتظاظها بالسكان وتمتلك كل مقومات الانتاج، ان تأتي بعد شمال دارفور التي تواجه مشاكل في الترحيل والبعد عن المركز ومناطق الانتاج والميناء البحري، واضاف: ان تسبق نهر النيل الخرطوم المكتظة بالسكان كأكبر ولاية استهلاكية.
وعزا ذلك الى عددية المغتربين بالولاية وارتفاع معدل الصرف على أسرهم، واشاد حسن ماشة بولاية جنوب دارفور كولاية انتاجية رغم موقعها كولاية طرفية.
ووصف حسن ماشة السوق السوداني بالضيق بحكم نمو الدولة، حيث لا يستوعب كميات كبيرة من الانتاج وقال: لا بد ان يكون هنالك سعر تركيزي يشجع المزارعين على الانتاج ويضمن لهم التسويق وثبات السعر، حيث لا تؤثر فيه زيادة الانتاج، وضرب مثلاً بالطماطم التي تم استيرادها لغلاء سعرها وقارن بين بعض السلع ذات الاسعار الثابتة لأطول فترة كالتفاح نسبة للتطور في عمليات الحفظ، وناشد ماشة بخلق علاقات بين الولايات لتوفير سلع معينة للتكامل بينها لسد حاجات بعضها البعض وذلك يتم بالتنسيق فيما بينها.
وأوضح ماشة ان المدن التي ارتبطت بالطرق المعبدة تتقارب الاسعار فيها وتقل احياناً في المدن الانتاجية لعدم تكاليف الترحيل، وتوقع ماشة انخفاضاً في معدلات التضخم عقب شهر رمضان وخلال العام المقبل نسبة لاتجاه بعض الولايات الى زيادة الانتاج وتحسين الانتاجية، مما سيؤدي الى استقرار في الاسعار وارتفاعا المخزون الاستراتيجي، ويشير تقرير الجهاز المركزي للاحصاء ان ولاية شمال دارفور سجلت اعلى معدل بلغ في شهر يوليو (21.4%) مقارنة بـ (13.4%) لشهر يونيو، تليها نهر النيل (16.1%) مقارنة بـ (11.1%)، ثم الخرطوم (15.9%) مقارنة بـ (15.5%) لشهر يونيو الماضي و(12.2%) لشهر مايو الاسبق، بينما سجلت ولايات سنار وغرب دارفور والبحر الاحمر أقل معدلات تضخم.
الراي العام