أم وضاح

من وين نجيب ليكم عذر!!

[JUSTIFY]
من وين نجيب ليكم عذر!!

وأنا أطالع عبر الزميلة صحيفة «الدار» الحديث الذي ادلت به أسرة الغطاس الشاب الذي توفى غرقاً في خزان الروصيرص.. وأنا أطالع هذا الحديث شعرت كمن ضرب لكمة في أنفه جعلته يترنح من الألم والأسرة الكريمة تسرد وقائع الحادث المؤلم أن ابنهم الشاب نزل كالمعتاد ليؤدي عمله أسفل الخزان، لكن شاء حظه العاثر أن تعلق قدمه ما بين باب حديدي وصخرة في الأسفل وحاول الرجل جاهداً أن يخرج لكنه لم يستطع لدرجة أن زملاءه الذين كانوا يتواصلون معه نصحوه بأن «يقطع رجله» تخيلوا معاي الموقف الما قادره أوصفه بشنو!! شخص يضطر أن يقطع رجله بيده..! يقطعها بشنو أنا ما عارفة..!؟ لأنه مؤكد لمن نزل لم يكن يحمل معه أدوات جراحية أو حتى سكين حادة تقطع عضو بشري.. لكن لم يكن هناك من حل لانقاذه سوى هذه الطريقة!! ربما يتساءل أحدكم لماذا لم ينزل أحد خلفه أو تيم مخصص لهذه الحوادث وراءه؟؟ أقول ليكم الاجابة الكارثية بل والفضيحة والمتحدث باسم أسرته يقول إنه لم تكن توجد بدلة غطس أخرى ليرتديها زميل له ليحلق به وينقذ حياته!! وظلت معاناة الشاب الغطاس ممتدة لأكثر من أربع ساعات كاملة حتى فقد الأوكسجين..! ومؤكد فقد كميات من دمه لأنه بدأ بالفعل يشرع في قطع قدمه لتصعد روحه إلى بارئها وصوته عبر المايكرفون ينطق بالشهادة والله أكبر!! وأنا بدوري اعتذر أن جرحت مشاعركم بهذه الرواية المأساوية لكن من وين نلقى عذر لأسرة الشاب وأطفاله الذين ستظل هذه القصة عالقة في أذهانهم إلى يوم الدِّين!! ومن وين نلقى العذر للشاب الشهير الذي مات وهو يؤدي عمله وتعرض لحادث بسيط ممكن أن يحدث أكثر من مرة في الاسبوع أو حتى في الشهر وبساطته في أن وسائل الانقاذ التي يفترض أن تكون متوفرة تجعله بسيطاً وروتينياً في مثل هذه الوظائف التي تجعل من يقومون بها دائماً في دائرة الخطر لتتقاذف الأسئلة المهمة والمحيرة هل معقول أن مشروع بحجم سد الروصيرص العملاق الذي احتفينا به واحتفلنا لا تتوفر فيه فرق الانقاذ المدربة بأحدث الطرق لمواجهة هذه الحوادث المميتة!! هل معقول إنه ما في غير بدلة غطاس واحدة نزل بها الشهيد لذلك لم يستطيع زملاؤه اللحاق به وانقاذه!! تخيلوا معاي أن الحادث دا في أي بلد آخر ماذا كان سيحدث خلال أربع ساعات كاملة هي كفيلة بأن تقوم فرقة انقاذ بالطائرة من الخرطوم لتنجد هذا الفريق وللا كمان ما في اتصالات!!

أعتقد أن الحادثة برضها تكشف كم من القصور الذي يحيط بمؤسسات كبيرة لا تراعي عامل السلامة والأمان في خططها مش لأنو القروش ما في.. القروش موجودة وشغالين بيها في الفارغة والمقدودة لكن الانسان عندهم رخيص وما عندو ثمن!!

٭ كلمة عزيزة

في جلسته أمس قال عضو مجلس الولايات بروفيسور جبر الله خمسين أن المجلس يضم كفاءات وخبرات يمكن أن تجعل دوره أكبر وأعظم لكنه يعاني من التهميش وأعتقد مجلس الولايات مثله مثل مجالس وهيئات كثيرة تم قيامها لأهداف محددة لم يتحقق أو يتنزل منها شيء على أرض الواقع ووجودها فقط يمثل عبء على الخزينة العامة مما يجعل وجودها أصلاً لا لزوم له طالما انها بلا أعباء أو مسؤوليات لكن أخطر ما قاله البروف إن «عضو خلوة» ممكن يعين عضو في المجلس!! «هو على المجلس بس يا بروف»!! يا ما ناس قاعدة في وظائف قفزت لها بالزانة حظاً وصدفة لينطبق عليها تماماً القول «كل في السودان في غير مكانه المال عند بخيله والسيف عند جبانه»!!

٭ كلمة أعز

اشتكى لي عدد من سكان الكلاكلة خاصة الذين تطل بيوتهم على شاطيء النيل أن الشاطيء أصبح مكباً للنفايات التي يتم حرقها متسببة بذلك في أمراض صدرية لسكان المنطقة!! فهل يا معتمد جبل أولياء تعلم بالخطورة التي تسببها هذه النفايات على البيئة وللا الحتة دي ما جيت فيها قبال كدا..!؟ يعني الا يموت قريب مسؤول تجوا معاهو العزاء لتعرفوا حدود مسؤولياتكم!! هسه أنا جبت سيرة والي النيل الأبيض الذي زار ولأول مرة في ولايته قرية تتبع له معزياً في خال مساعد رئيس الجمهورية غندور!!

[/JUSTIFY]

عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]