مصطفى أبو العزائم

كيف تصبح مفكراً مبدعاً..؟


[JUSTIFY]
كيف تصبح مفكراً مبدعاً..؟

العنوان أعلاه ليس من عندي، بل هو (الجزء الأكبر) من كتاب للمؤلف الأمريكي «مايكل ميكالو» نشرته الهيئة المصرية العامة للكتاب مترجماً، وقامت بترجمته (علا أحمد إصلاح) – هكذا جاء اسمها -، أما عنوان الكتاب كاملاً – مدخل وعنوان – فهو (كيف تصبح مفكراً مبدعاً.. أسرار العبقرية الإبداعية).

والمؤلف نفسه (قصة) ويمكن أن نحسبه ونعده في قائمة المبدعين، لأنه يبسط المعارف وطرق التفكير، ويخلص إلى أن سر عبقرية المبدعين يكمن في أنهم يعرفون «كيف» يفكرون، وليس «فيم» يفكرون، مشيراً إلى دراسة وصفها بالشيقة، لإحدى عالمات الاجتماع الأمريكيات تدعى «هارييت زاكرمان» خصصتها عن الفائزين بجائزة نوبل الذين عاشوا في الولايات المتحدة عام 1977م، حيث اكتشفت أن ستة من طلاب «أونريكو فيرمي» فازوا بالجائزة، وأن «إرنست لورانس» و«نيلز بور» فاز أربعة من الدراسين على أيديهما بالجائزة، وأن «ج.ج تومسون» و«إرنست راثر فورد» كانا ضمن أولئك الطلاب الفائزين، وأنهما دربا سبعة عشر من الحائزين على جائزة نوبل.

مؤلف الكتاب خلص إلى أن ذلك لم يكن صدفة، وقال إنه من الواضح أن هؤلاء الحائزين على الجائزة لم يكونوا مبدعين فقط، بل كانت لديهم القدرة على تعليم الآخرين، وقد ذكر أفراد البحث في دراسة «زاكر مان» أن أساتذتهم كان لهم تأثير كبير عليهم، وأنهم علموهم أساليب وإستراتيجيات تفكير مختلفة، وليس فيم يفكرون.

الحريات هي أفضل مناخ للإبداع العلمي، خاصة حرية البحث والرأي والقول والاجتهاد والمثابرة، والعباقرة يتميزون بالقدرة على تخيل وجود أوجه مقارنة وتشابه بل وفروق متماثلة بين حقائق وأحداث موازية في مجالات مختلفة أو «عوالم أخرى» كما يقول المؤلف الأمريكي «مايكل ميكالو» مشيراً إلى ملاحظة «الكساندر جراهام بيل» لأوجه الشبه والتماثل بين أسلوب عمل الأذن من الداخل وقدرة غشاء متين على تحريك الصلب فاخترع التلفون، ثم أشار إلى أن «توماس أديسون» اخترع (الفونغراف) في يوم واحد بعد أن عقد مقارنة بين قمع لعبة، وحركات (إنسان ورقي) واهتزازات صوتية، وأضاف المؤلف إلى ذلك أن الأخوين «رايت» استخدما طريقة الصقور في احتفاظ الطائرة بتوازنها أثناء الطيران كحالة تناظر أثناء قيامهما بتطوير الخواص التي تساعد الطائرة على المناورة والاستقرار في الأجواء.

قرأت الكتاب وتوقفت عند بعض فصوله أكثر من مرة، وتساءلت بيني وبين نفسي: (ألا يمكننا أن نبلغ ما بلغه الغرب من علوم الدنيا؟) وأجبت على نفسي بأن ذلك ممكن إذا اهتمت الدولة والمجتمع بأمر العلم، وقد نهضت الدولة الإسلامية في مختلف عهودها عندما اهتم أمراؤها وخلفاؤها بأمر العلم، وقد حثنا ديننا الحنيف على العلم والمعرفة، وكانت أول آية قرآنية أنزلها الله سبحانه وتعالى على نبينا وسيدنا الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم هي (إقرأ) وحثنا ديننا على طلب العلم من المهد إلى اللحد، وأن نطلب العلم حتى ولو في الصين.

دعاء:

اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

آمين ..
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]