عبد الجليل سليمان

“تاسوع” الأساس المنتظر


[JUSTIFY]
“تاسوع” الأساس المنتظر

فصل دراسي آخر تضيفه وزارة التربية والتعليم لمرحلة الأساس، إذ أقرت الوزارة العمل بالنظام (التساعي) الجديد ابتداءً من العام الدراسي (2015م 2016م)، لتصبح مرحلة الأساس تسع سنوات.

العقلية الجامدة والعاجزة التي تدير هذه الوزارة الإستراتيجية لم تتغير بعد، فبعد أن باء سلمها التعليمي (8 3) بفشل ذريع على المستويين التعليمي والتربوي، ها هي وعلى طريقة (جا يكحلها عماها)، تضيف فصلاً دراسياً آخر لمرحلة الأساس، وبالتالي تبدو كمن تخرج لسانها للأسر والتلاميذ، وتسخر منهم، وتحتقر عقولهم، وإلاّ كيف عنّ لها أن تضع أطفالاً يُفع (وشفع)، بين مراهقين ذوي بأس شديد في (حوش واحد).

صحيح، هذا النظام (التُساعي) مُطبق في بعض الدول، التي تبني مدارسها رأسياً فتُخصص المبنى الأرضي للصفوف من الأول إلى الثالث، لا يدخلنه حتى تلميذ الصف الرابع، وتخصص الطابق الأول للصفوف من الرابع إلى السادس، والثاني من السابع إلى التاسع، ولكل طابق مدخل ومخرج منفصلين عن بقية الطوابق.

لكن وزارتنا هذه، يبدو أنها (ما بتعرف تشف كويس)، فتنقل الكلمة المرفوعة أو المنصوبة من (ورقة الجيران) مجرورة بالإضافة، فتحصد (صفراً كبيراً).

من وجهة نظري، أن (التربية والتعليم) هي أكثر الوزارات فشلاً وعجزاً في عهد الإنقاذ، فمناهجها مُحتشدة بالأخطاء، أخطاء في المعلومات والإملاء والنحو والصياغة، وأخطاء في تبويب وفهرسة المنهج، وأخطاء أكثر جسامة في (كمية المواد المقررة)، و.. و… ما لا حصر لها، ثم يأتي أحد خبرائها ليطمئننا أن الطلقة الأخيرة لن تفجر رأس التعليم إلاّ بعد ثماني سنوات، إذ قال بروفيسور (الطيب حياتي) في تصريح صحفي نشرته الزميلة (حكايات) أمس، إن الفصل التاسع لن يظهر إلا بعد ثماني سنوات، فبدت لي عبارته وكأنها صادرة من أحد المبشرين بالمهدي المنتظر.

فالموضوع ليس في (ميعاد) ظهور (الفصل التاسع) بعد ثماني أو تسع سنوات، وإنما في (عضم) القرار نفسه، هل هو قرار حكيم ورشيد؟ أم متهور ومُتسرع كسابقه الذي أُلغي بموجبة سلم (محيي الدين صابر)، قافزين بالعملية التعليمية (درجتين) حتى تعثرت و(دقت الدلجة)، وها هم الآن يريدون القفز بها، وهي مصابة بكسور ورضوض، درجة أخرى، حتى تلقى حتفها و(تريحهم بالمرة)، وإلاّ لماذا (قوة الرأس، هذه)؟!، لماذا كل هذا العناد؟ ولماذا هذا العشق السرمدي للمآزق؟

لم تقل وزارة التربية و(التأليم) لأحد، ما الجدوى التعليمية والتربوية والتنموية من إضافة سنة تاسعة لمرحلة الأساس، قالت فقط إن (مؤتمرها) قرر ذلك، يا (ستي) دعينا من المؤتمرات تلك، نعرفها ونعرف كيف تدار وكيف تقرر، لكن دعينا أيضاً (نُحمِّلك مسؤولية) ما قد ينجم عن هذا الخطأ الفادح أمام الله والشعب وأطفال السودان (مستقبل هذه البلاد)، فهل حين تقف الوزارة بين يدي الله سبحانه وتعالي، تستطيع أن تقول إنها كانت تقوم بما كانت تعتقد أنه صحيح؟

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي