الطاهر ساتي

بادر بأن …( لا تبادر )..!!

[ALIGN=CENTER]بادر بأن …( لا تبادر )..!! [/ALIGN] ** بينما المؤتمر الشعبي يبادر بمبادرة لحل الازمة السودانية ، تذكرت النكتة الآتي نصها .. يقال إن رباطابيا فكر في الزواج ثم شرع يبحث عن الشريكة واضعا شرط الجمال على رأس قائمة المواصفات المطلوبة .. اثناء البحث ، فاجأه والده ذات يوم بمبادرة فحواها : يا ولدي أديني معاك فرصة عشان اختار ليك زوجة سمحة يغني عليها الكابلي .. فانتفض الشاب خائفا ومتوسلا : لا لا يا أبوي ، عليك الله أطلع من الموضوع ده ، إختيارك السمح شايفو في أمي ..أو هكذا النكتة ، مغزاها لا يختلف عن صدى مبادرة الشعبي في كثير شئ ، وكل الفرق هو أن : مبادرة الرباطابي السابقة كانت إجتماعية و مبادرة المؤتمر الشعبي الراهنة سياسية ، بيد أن النتيجة واحدة وعواقبها ظاهرة لكل من له مثقال ذرة من…( العقل ) …!!
** نعم للكل حق التفكير في الشأن العام ، ونعم للكل حق التعبير عن فكره ، ثم نعم للكل حرية تقديم المبادرات والحلول التي تصلح المناخ السياسي بالبلد .. هذا مبدأ نعض عليه بالنواجذ .. للكل ، بما فيهم المؤتمر الشعبي ..ولكن كأي مؤمن يجب أن لايلدغ من الجحر مرتين ، فالتحديق في أى مقترح يقدمه المؤتمر الشعبي لحل أزمة البلد السياسية بعين الشك والريبة واجب وطني ، وربما فرض عين ..إذ ليس من الدين أن نرمى بأنفسنا إلى التهلكة ، وأن تلدغ من جحر مرتين أو كذا مرة مع سبق الإصرار على النسيان أو التناسي نوع رمي النفس إلى التهلكة ..أو هكذا ينظر السواد الأعظم من الناس – والساسة – إلى أية مبادرة يبادر بها المؤتمر الشعبي ..نعم ، ينظرون إليها نظرة شك وريبة ، ولهم الحق فى ذلك ، فهم لم ينسوا بعد بأن الإنقاذ قبل عشرين عاما كانت أيضا ..( مبادرة عملية ) ..!!
** فالشعب السوداني بعد كل هذه التجارب المريرة لم يعد مسيحا بحيث يدر خده الأيسر لمن يلطمه على خده الأيمن ، وهذا مايجب أن يعلمه فكر المؤتمر الشعبي ونهجه اللاطم بكف عرضه : أذهب الى القصر رئيسا لأذهب إلى السجن حبيسا ..وكذلك على المؤتمر الشعبي أن يعلم بأن المفردات التي من شاكلة : الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة وغيرها ، لم تعد تصلح بأن تستخدم – كبوهية – في طلاء عقول الناس .. فالحريات التي يرفعها الشعبي فى مبادرته الراهنة ليست بأقيم من دين الله الحنيف ، فان كان هذا الدين الحنيف شعارا فقط لاغير فوق سارية الشعبي قبل عشرين عاما ، فما المانع بأن تكون الحريات المرفوعة حاليا أيضا مجرد شعار لا غير ..؟.. ما المانع ..؟..أي ، كيف تصدق عقول الناس بأن نهجا رفع شريعة السماء شعارا ذات يوم ، لن يرفع غيرها شعارا كل يوم ، لتحقيق الغاية الحزبية .. أو هكذا تسأل عقول الناس ، عندما يبادر المؤتمر الشعبي بـ ..( حل ما ) ..!!
** هكذا ..أزمة الثقة متوفرة بين الناس والمؤتمر الشعبي ، وبين الحكومة والمؤتمر الشعبي ، وبين أحزاب المعارضة والمؤتمر الشعبي .. وعليه ،يجب على المؤتمر الشعبي أن يقدم مبادرة واحدة فقط لاغير لحل أزمته مع الناس والحكومة والمعارضة ، ثم لحل الأزمة السياسية ، وسيثاب عليها كثيرا بإذن الله .. مبادرة واحدة فقط ، نصها : أن لا تبادر إطلاقا بتقديم أية مبادرة للشأن العام لحين موعد الإنتخابات ، لا كلاما في مؤتمر صحفي ولا فعلا في ميدان ( العدل والمساواة ) .. أي ، بلغة العامة : ساعدنا بالسكوت والسكون ..أوهكذا تخاطب مجالس العامة مزعجيها ، طلبا للهدوء .. والآن البلد يعيش هدوء نسبيا ، بحيث : نوفمبر الانتخابات قاب قوسين أو أدنى ، غزل جهير بين بلدنا والمبعوث الأمريكي ( أنا أحب السودان وكدة ) ، القوى السياسية نفضت غبار جمودها بمؤتمراتها ، مبادرة الدوحة ستأتي ببعض الحركات الرافضة لأبوجا ، حركة نشطة لتعديل القوانين والجدل حولها مستمر ، قانون الصحافة نموذجا ظاهرا .. بمعنى ، الأمور ماشة كويسة ، نسبيا ، وبكرة أحلى إن شاء الله .. ولا شئ يعكر هذا التفاؤل غير ..( المبادرات المباغتة )..!!
** رحمة بالناس والبلد يا المؤتمر الشعبي : إحتفظ بمبادرتك لحين موعد الإقتراع ، وهناك قدمها بحيث تكون برنامجا انتخابيا للحزب .. برنامج إنتخابي وليس ….( إنقلابي آخر ) …!!
إليكم – الصحافة الاثنين 13/04/2009 .العدد 5673