مكي المغربي

الإسلام في بريتوريا ..!

[JUSTIFY]
الإسلام في بريتوريا ..!

شهدت خطبة جمعة في جنوب أفريقيا وبالتحديد في مدينة بريتوريا، ما أحب أن أبدلها بحمر النعم. بل تمنيت أن لو هنالك خمسة مساجد أخرى يعلو منبرها ذات الخطيب فاتبعه فيها المسجد تلو الآخر حتى ينتهي يومي.
والمساجد التي ارتدتها في بريتوريا وجوهانسبيرج كانت كلها قمة في الروعة والجمال والنظافة والهدوء… مع روعة النوافير والأزاهير والشاشات الإلكترونية المضيئة التي تتلو آي القرآن الحكيم وتترجم معانيها بالإنجليزية.
أحد المساجد كان كنيسة وقد تم شراؤها من أهلها واستغربت لذلك … هل يمكن أن يمتلك شخصا كنيسة أو مسجدا؟! فكانت الإجابة من صديقي الأستاذ الرفيع بشير صاحب شركة “ميديل إيست مراكتينغ” … جنوب افريقي من أصول سودانية وعضو في المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في بلاد نيلسون مانديلا … (نعم!) دور العبادة تبينها أسر أو طوائف وتملكها وفق قوانين محددة وبمقدورها التصرف فيها مثل سائر ممتلكات الأسرة والطائفة … سيارات وإستثمارات ومزارع وخلافه!
قال لي هذا المسجد مملوك لأسرة تجارية مشهورة … ثم اردف قائلا … ولكن لا توجد حالات بيع مساجد ولو وجدت حالة ستكون الأولى في مركز إسلامي بسبب توقف المانحين عن كفالة الخلوة والمعهد وقد يتم بيع منشآته أو إيجارها لتغطية نفقات المسجد … وحدد لي اسم المعهد والجهة المسئولة.
هذا المسجد البريتوري الذي صليت فيه … لو سألت عن نظافة المسجد والميضأة والمرافق الصحية كلها فهي نظافة لا تضاهي الفنادق ذوات النجوم الخمس ولو سألت عن فقه الإمام الخطيب ولغته فهي عربية فصحى ومليحة وسهلة … وإنجليزية عصرية وسلسة وعذبة … يشرح بالإنجليزية لمدة عشرين دقيقة ثم يعلو المنبر ليخطب بالعربية نحوا من ربع ساعة فقط لا غير.
القضايا التي طرحها … قضايا حقيقية من صميم الواقع ومنها قضية رفض الإساءة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم والتعبير عن ذلك بطريقة متحضرة والتقديم لها بالنصح والإرشاد لأن النبي الكريم لا يزداد شأنا بالتطرف من اجله وهو ذاته كان يقابل من يسيء إليه بالنصح والإرشاد والعفو والدعاء له أو عليه …فالأمر لله من قبل ومن بعد!
تطرق لقضايا الانتماء للإسلام … وقال إن الإسلام فخر لنا ويجب أن نسعد بالسؤال عنه وان نقول نحن مسلمون والحمد لله لا أن نقول لمن يسألنا ماذا تريد وماذا تقصد وهذا “شأن شخصي” لن نجيبك عليه.
الذي يسألك وفر كل فرصة لحمد الله ومن قال “الحمد لله” غرست له نخلة في الجنة” والذي يسألك حتى ولو كان متشككا ومغرضا قد يسمع منك كلاما ينشرح له صدره ولو بعد زمان.
انتهى الإمام من شرحه الإنجليزي بين يدي الخطبة والذي ألقاه واقفا بين المصلين ثم قرأ في الخطبة آيات وأحاديث تعضد حديثه وحفها بشرح موجز.
انتهت الخطبة … تلفت في المسجد فوجدت سودا وبيضا وهنودا وأفارقة وعربا..!
وجدت امة محمد صلى الله عليه وسلم في أبهى حلة إنسانية ملونة وأجمل منظر مزدهر ومتعدد …. ووجدت إسلاما ومسلمين هادئين ومطمئنين ولا توجد بينهم خلافات أو نقاشات حادة …سبحان الله.
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني