الخضر.. فضلاً “عاين في ورقك”
حين يفشل الطالب في حل أسئلة الامتحان يبدد بقية الزمن وهو (يتلفت) يمنة ويسرى داخل قاعة الإمتحان تاركاً ورقته بلا إجابات ..
وبلا إجابات ترك والي الخرطوم أسئلة أحياء ومدن ولايته وطفق (يتلفت) يمنة ويسرى.. تارة يحدثنا عن تأمين ندوات الحزب الشيوعي.. وتارة أخرى يحرر مكتبه خبراً عن استعجال الوالي لشركة جياد لتنفيذ قرار الرئيس الخاص بسيارات المسؤولين.. أو أي أخبار أخرى توحي بأن الوالي (شغال).
وأول أمس يخرج المواطنون في أحياء الأزهري والسلمة للشارع بعد أن يئسوا من انتظار الوعود الوهمية وأخبار تبديل المسؤولين عن المياه في ولاية الخرطوم بلا فائدة.. ومحطات الضخ الجديدة والقديمة التي بعطشنا لم نعد ندري بالضبط ما هي مهمتها، وماذا (يا كافي الشر) تضخ لنا!!
يجب أن تعلم قيادة الإنقاذ أن الشارع السوداني لا تحركه أحزاب ميدان (الرابطة) مهما أنشدت من شعر وغنت من أغاني لكن الشارع يخرج وينتفض بسبب فشل هذا النوع من الدستوريين الولاة الذين يتسببون في تضييع كل المكاسب السياسية الكبيرة التي حققتها قرارات المرحلة الجديدة.. يتسببون في تضييع ثقة الجماهير المكتسبة في النظام الحاكم بإصرارهم على الفشل ..
والي الخرطوم لا يزال ومنذ ما قبل الانفصال يعيد شطب وكتابة إجابته الخاطئة عن السؤال الأول في امتحان ولاية الخرطوم.. مياه الشرب.. يا دكتور عبد الرحمن الخضر !!
مع كامل الاحترام لشخصك نسألك بشكل مباشر.. هل تنوي الترشح لفترة جديدة في ولاية الخرطوم؟ أرجو أن لا يكون هذا هو تفكيرك أو تفكير قيادة المؤتمر الوطني.. رجاءاً!!
أرجو أن لا تكرروا هذه الأخطاء يا سادة ..
والأخطاء ليست في ولاية الخرطوم وحدها، فالأوضاع في ولاية الجزيرة إن لم تكن أسوأ فإنها بالتأكيد ليست أفضل من ولاية الخرطوم ..
إن الشريط المتصل من ولايات وسط السودان يعيش مواطنوه معاناة سببها فشل الولاة، وقد نقل لنا الحبيب الأستاذ ضياء الدين بلال على صفحته في الفيسبوك أمس صورة قلمية عالية التكثيف والوضوح، وهو يقول “لا تجد خبراً واحداً من ولاية الجزيرة يوقد شمعة أمل، كل شيء مظلم هناك، الحواشات جدباء والطرقات ملغمة بالحفر، والمستشفيات تعاني، والمدارس تستغيث”.
مخطئ والي الخرطوم لو ظن أن مهمته في الخرطوم هي مهمة سياسية بالأساس.. لا، بل هي مهمة تنفيذية وخدمية، وحتى ملف تهيئة أجواء المرحلة وتنزيل توجهات إتاحة الحريات إلى أرض الواقع لا يخرج دور ولاية الخرطوم فيه عن الدور التنفيذي، فالقرار صدر من أعلى قمة الهرم والكسب السياسي مكتوب في ميزان القيادة السياسية الرفيعة في الدولة التي أدت ما عليها وقدمت ما تستطيع تقديمه من تنازلات وترتيبات لتهيئة مناخ سياسي يستوعب الجميع، فلا تفشلوها أنتم بفشلكم التنفيذي والخدمي، ولا تخربوا مشاعر المواطن المتفائل بالقادم والآتي.. ولا تحملوها نتائج ضعف الأداء ومضاعفة آلام المواطن، أين يا هؤلاء الولاة الذين لا أعرف متى سيأتي خبرهم.. ويوم شكرهم بعد رفع التكليف في إطار مشروع الإصلاح؟!!