حيدر المكاشفي

الرجل الأخطبوط (بتاع كلو)

[JUSTIFY]
الرجل الأخطبوط (بتاع كلو )

اذا قيل لك أعانك الله عزيزنا القارئ، أن شخصا ما يرأس حزبا سياسيا، ويملك ويدير مصرفا ماليا، ويشرف على أعمال استثمارية عدة منها ما يشرف عليه بالأصالة ومنها ما يشرف عليه بالوكالة، ويرأس ناديا لكرة القدم، ويتمتع بعضوية عدد من اللجان ومجالس الادارات، وينظم الشعر فصيحه وعاميه، ويلحن الأغاني العاطفية والأناشيد الوطنية، ويتمتع بعضوية اتحادي الفن الغنائي الحديث والشعبي وعضوية اتحاد الشعراء، وباختصار ما لم نذكره أكثر مما ذكرناه من أنشطة سياسية واقتصادية واجتماعية ومجتمعية وأهلية ينخرط فيها هذا الشخص،فماذا يمكن أن تقول عنه غير أنه رجل أخطبوط (بتاع كلو)… فعلى سبيل الافتراض النظري، أن كل من يمارس جملة من الأعمال والأنشطة متعددة المجالات ومختلفة الاختصاصات بلا رابط يجمع بينها وكل واحدة منها تحتاج الى صفاء ذهني وبراح من الزمن، يجوز عليه وصف الأخطبوط (بتاع كلو) فمثله لا يمكن أن يكون بشرا عاديا بقلب واحد وذراعين وفم واحد، وانما هو أشبه بالأخطبوط الذي يمتلك ثلاثة قلوب في جوفه وله ثمانية أذرع و( 240 ) شفاطة أي فم… لهذا عندما قيل لي هل تعرف من هو فلان الذي يشغل كذا وكيت من الوظائف والتكاليف عدوا لي منها حوالي عشرة وظائف ومهام ينتشر فيها جميعا أينما ذهبت وجدته يحتل فيها صفة ووظيفة، حسبتها (غلوتية) وقلت بلا تردد (دا الأخطبوط)،لم أعرف الرجل ولكن ذكرني انتشاره بالطرفة المروية عن المرحوم الفنان الساخرأحمد عمر الرباطابي صاحب(أم در يا ربوع سودانا)، قيل أنه كان في القطار والعربة مظلمة فتعثر برجل أحد الاخوة الجنوبيين كان متمددا على أرضية العربة، قال الرباطابي دا منو؟ قال الجنوبي أنا “روب”،فتخطاه وسار مسافة ليتعثر مرة أخرى برأسه دون قصد طبعا فقال دا منو؟ قال أنا “روب” ،فقال الرباطابي: يا روب إنت اتدفقته ولا شنو؟… وفلان الأخطبوط الذي عجزت عن معرفته يقال أنه يشغل المناصب الاتية، رئيس دائرة العلوم الطبية بالمركز الفلاني، وعضو مجلس ادارة البنك العلاني، وأمين عام الجكعية الفلتكانية،ورئيس نادي كذا التابع لجمعية كيت،ورئيس مجلس ادارة مجمع كذا،وعضو مجلس ادارة الجامعة الفلانية، ورئيس دائرة الثقافة والاعلام بالمجمع العلاني ورئيس الجمعية السودانية لكذا،ورئيس المنظمة السودانية لكيت،وخطيب وامام المسجد العلاني…هل عرفتم هذا الرجل الأخطبوط ، وكم يا ترى مثله من أصحاب العشرة صنايع في الوقت الذي لا يجد فيه الالاف المؤلفة من الخريجين والشباب فرصة عمل وحيدة وحتى ان وجدوها لاتسد الرمق.
[/JUSTIFY]

بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي