جمال علي حسن

ولكم في عزل الوزير السعودي درس


[JUSTIFY]
ولكم في عزل الوزير السعودي درس

هل اطلع البروفيسور مأمون حميدة وزير الصحة بالخرطوم والسيد إدريس أبوقردة وزير الصحة الاتحادي في السودان على حجم العمل الذي قام به وزير الصحة السعودي عبد الله الربيعة قبل أن يتسلم قرار الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بإعفائه من منصبه بعد أيام قليلة من انتشار حالات الإصابة بفيروس (كورونا) في بعض مدن المملكة؟

الوزير الذي تسلم قرار إعفائه من منصبه يسمى في قواميس بلادنا وزيرا نشطا ومنجزا ومجتهدا..

الوزير الذي أعفاه الملك عبد الله من منصبه بعد أيام قليلة من انتشار حالات الإصابة بهذا الفيروس الذي لا يوجد له تطعيم أو علاج مضاد للفيروسات في العالم حتى الآن لو كان بإنجازاته ومكانته العلمية وزيرا في السودان لحظي بمجاملة تحصنه حتى من المساءلة دعك من الإقالة..

الرجل طبيب عالم مشهود له بالإنجازات وقد اشتهر بإجراء عمليات فصل التصاق التوائم حيث أشرف على حالة (79) توأما ملتصقا في (17) دولة في العالم وأجرى بنجاح (31) عملية فصل معقدة لتوائم سيامية..

الربيعة لم يكن من النوع الذي وجد نفسه فجأة وزيراً للصحة أو من النوع الذي لا يعرف الفرق بين (الكوع والبوع) في جسم الإنسان.. لكنه وبرغم ذلك أقيل بلا مجاملة وبقرار حكيم من قائد حكيم أيضاً لأن صحة المواطن لا مجاملة فيها وطالما أن القيادة لاحظت نوعا من التراخي أو التقصير في التعامل مع هذا الوباء الذي دهم بلادهم فجأة فإنهم يؤمنون بأن حواء (ولادة) ولابد أن تكون هناك خيارات أفضل وأكفأ وأكثر قدرة على التعامل مع الحدث..

لم يقدم الملك السعودي مراعاة لتأثيرات القرار على الرجل على حساب مراعاته الأكيدة كقائد مسؤول عن صحة المواطن..

لم يغفل الملك السعودي انتقادات الرأي العام للوزير في بعض نقاط التقصير.. لم يضرب بها عرض الحائط أو يعتبرها غبائن أو انتقادات غير مسؤولة أو انتقادات لها أجندتها..

أبدا لا.. فقد درسها وفحصها جيدا واتخذ القرار الفوري الجريء بإعفاء وزير الصحة على نسبة من التقصير المثبت التي غالباً ما تتعلق بعدم القدرة على مواكبة إيقاع تزايد أعداد حالات الإصابة بتوفير غرف عزل كافية.. ولاحظوا معي أن الوزير المقال لم يكن نائما أو هائما أو مترفعا عن عمله في هذا الجانب لكن إيقاع الوباء كان أسرع من إيقاعه فحرر له المنتقدون شهادة فشل تم اعتمادها (على طول) لأن التقصير فعلاً قد وقع..

ثم لاحظوا معي أين كان التقصير..؟ لو قلنا كما يتردد إنه يتمثل في عدم توفير ما يكفي من غرف العزل..؟ فقد وفرت وزارة الربيعة عددا كبيراً من غرف العزل بمستشفيات المملكة متماهية مع المعدل العالمي، إلا أن النقص حدث في أعداد غرف عزل المرضى بسبب ارتفاع أعداد الإصابات المسجلة فتسلم فوراً قرار عزله هو..

لكم يا سادة في قرار عزل وزير الصحة السعودي بسبب وباء كورونا دروس وعبر في وطننا الذي كلما استفاق من إغماءة وباء دهمه وباء جديد والوزراء هم الوزراء.. فلا إقالة ولا استقالة..

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي