الطاهر ساتي
فليكن الحوار مفيداً …للبلد ..!!
** وعلى كل ، زيارة جون كيري مهمة ، فالرجل بجانب أنه من النافذين في الكونغرس ، وما أدراك ما الكونغرس .. أحد صناع القرار هناك ، أو قل : أهم صناع القرار الأمريكي .. أي ، يختلف الكنغرس عن البرلمان المقابل النيل هنا ، بحيث أنه يحل ويربط .. ولذا تكتسب زيارة كيري بعض الأهمية ، و لو نجحت الخرطوم في محاورته ثم الاتفاق معه على بعض القضايا الشائكة ، تكون قد نجحت في بناء قاعدة ينطلق منها الحوار السوداني الأمريكى إلى حيث تأتي ثماره – آجلا أو عاجلا – بعلاقة طبيعية بين البلدين .. وهذه العلاقة الطبيعية هى المفقودة ، و قد يأتي بها حوار كهذا ، ثم المزيد ، ولكن بشرط الوضوح والشفافية ، وكذلك باحترام الآخر ..وأي حوار – في أية قضية – خالٍ من تلك الشروط ، يصبح ..( حوار الطرشان ) ..!!
** ثم الناطق الرسمي باسم السفارة الامريكية ، جون والتر ، يصف طبيعة زيارة كيري قائلا : الملفات التي سيناقشها كيري تختلف عن تلك التي تطرق لها موفد أوباما ، سكوت غرايشون ، والوفد سينخرط فور وصوله في نقاشات مع المسؤولين حول ايجاد حل سياسي لازمة دارفور وسير تطبيق اتفاقية السلام الشامل .. هكذا تحدثت السفارة على لسان ناطقها الرسمي .. ولا يخفى على أحد بأن إيجاد الحل السياسي لأزمة دارفور هو القضية التي تؤرق مضاجع أهل السودان جميعا ، و الحوار السوداني الأمريكي لإيجاد الحل المفيد للبلد ، بحيث توصل الطرفين على ( صيغة الحل ) ، سيأتي بخليل وعبد الواحد إلى الدوحة فورا .. نعم فورا ، فى حال موافقة أمريكا على ( صيغة الحل ).. معاناة أهل دارفور لن تأتي بهذا وذاك إلى طاولة الدوحة ، ولكن أمرا أميريكيا سيأتي بهما ، عاجلا غير آجل .. ونجاح حوار كهذا مع كيري ، وآخر مع غيره ، هو : المنصة التى سينطلق منها الأمر ..أمر التوقيع على …( اتفاقية الدوحة ) …!!
** وأحسب أن الحكومة – بشريكيها – أيضا حريصة على الحوار المفيد والناجح ، كما بدأت تحرص عليه امريكا في عهد أوباما هذا .. فقط الفرق بين حرص الشريكين هو : أن أحدهما يذهب إلى أمريكا ، بينما الآخر تأتيه أمريكا ، مبعوثا وسيناتورا ، وربما رئيسا كما لمح المتحدث باسم السفارة يوم أمس الأول .. كلاهما يحرص على محاورة أمريكا ، وكل بطريقته الخاصة ، وهذا ليس مهما ، فالمهم هو أن يتواصل الحوار ، بحيث يصبح ناجحا … أي ، يؤدي إلى الاستقرار السياسي … إستقرار وليس اضطراباً يا جون كيري .. علما بأن اسم أمريكا لا يرد في ألسنة العرب والأفارقة وعقولهم – وواقعهم المعاش فى العراق والصومال وغيرها – إلا مقرونا بالاضطراب و الـ…( خراب ) …!!
إليكم – الصحافة الاربعاء 15/04/2009 .العدد 5675