عبد اللطيف البوني

محامي الشيطان

[JUSTIFY]
محامي الشيطان

لأن المولى عز وجل خلق الانسان من طين رفض الشيطان الاستجابة لأمر الله بالسجود للانسان فغضب الله عليه وسخطه واصبح مطرودا من رحمة الله الى يوم يبعثون واصبح ناقما وحاقدا على بني آدم وعمله الأساسي هو الغواية. كان في مقدور المولى عز وجل ان يزيله من الوجود بعد ان سخطه لأنه احتج على إرادة المولى ولكنه ـ أي الشيطان ـ طلب من الله ان يبقيه الى يوم البعث لكي يمارس مهنة الغواية بالحض على الحرام واشاعته بين الناس لتجريم اكبر عدد من بني آدم.
لقد دخل الشيطان في تحدٍّ بأنه سوف ينجح في مهمته هذه فأراد الله ان يمتحن به بني الانسان لذلك سوف يستمر صراع الخير والشر الى يوم البعث. الشيطان وهو يؤدي رسالته غير المقدسة هذه يتمظهر في عدة مظاهر وذلك امعانا في الخداع وفي تقديري ان أعلى مظهر يظهر فيه الشيطان هو مظهر محامي الشيطان فمحامي الشيطان هو نسخة من الشيطان ولكنها نسخة جميلة المنظر خفيفة الحركة تبحث عن الباطل أينما كان لكي تدافع عنه وتكاد تكون متخصصة في اكل اموال الناس بالباطل خاصة اذا كان مالا عاما فترتدي ثوب المحاماة لكي لا تدخل في قفص الاتهام فيصبح متاحا لها مخاطبة القاضي والوسوسة مع المتهم ثم التنقيب في القوانين لإيجاد الثغرات الاجرائية ثم تحضير شهود الزور ثم ممارسة الضغوط والاغراءات مع كافة اجهزة العدالة بما فيها محامي الخصم .
محامي الشيطان أملس كما الثعبان هادىء كما الظل لذلك يتحرك دون ان يحس به احد. يجوب سوح العدالة بحرية تامة يبحث عن ضحاياه بعين الزرقاء. محامي الشيطان لا ينتظر اركان الجريمة الى ان تكتمل بل يبدأ مع نسخته الشيطانية منذ التخطيط للجريمة ثم متابعة سير العملية بندا بندا وفي كل بند يزود نسخته الشيطانية بما يفيد بعد الوصول للقضاء كتجريم آخرين أعلى منه منصبا او ذوي السمعة الحسنة في ميادين العدالة ليقفوا الى الجانب الذي يقف فيه وببراعة يقوم بفتل الحبال السوداء استعدادا لليوم الأسود.
وللمزيد من اتقان الشيطنة يقوم محامي الشيطان بتصريف اعمال اخرى تسهل له عمل المحاماة فيصبح وزيرا او برلمانيا او تاجرا كبيرا او سفيرا او مستشارا او رياضيا او عالم دين او من أهل الفن والثقافة او صاحب جمعية خيرية او جمعية صداقة دولية يريد ان يكون دائما في الصورة وفي بؤر الضوء ويحول كل التغذية الراجعة من تلك الوظائف الى مكتبه الذي يؤدي فيه وظيفته الأصلية حيث الشيطنة في أعلى مراتبها.
فيا أيها الناس لا تنظروا للشيطان في نسخته التي في القفص بل انظروا له في نسخته التي في روب المحاماة تلك التي تقدل في ساحة المحكمة وتبتدر كلامها بعبارة سيدي القاضي ان محاماة الشيطان هى اخطر وأخدع نسخة من نسخ الشيطنة وأكثرها فعالية وضحاياها اكثر من الهم في القلب واول هؤلاء الضحايا هو الوطن ثم الناس والشجر والحجارة ومن هنا يجب أن تبدأ مناهضتنا للشيطان ومقاومتنا له لا بل استعاذتنا منه فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأعوذ بالله أكثر وأكثر من محامي الشيطان الرجيم.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]