عن كرم الله الشيخ.. وما يحدث في القضارف
الثلاثاء المنصرم تحدث إليّ هاتفياً بعض أولياء أمور تلاميذ مرحلة الأساس المُمتحَنين إلى المرحلة الثانوية بولاية القضارف،عقب إعلان النتيجة مباشرةً، وشكوا من الطريقة التي تتبعها وزارة التربية والتعليم هناك، في إدارة مؤتمرها الصحفي الخاص بإعلان النتيجة، وقالوا إنها اجترحت أسلوباً جديداً فيه من الحيف والظلم ما لم يُنزل الله به من سلطان في الأولين ولا في الآخرين، وأن عبقريتها المُدعاة أوشت لها وأوحت أن (تذيع) الثلاثة الأوائل من كل محلية، لا العشرة أو المائة الأوائل على الولاية كلها، كما هو متبع في العالم أجمع.
وبالتالي، فإذا كان على سبيل المثال مجموع خامس محلية القضارف (270 درجة)، ومجموع أول أية محلية أخرى (220)، فإن الحاصل على الـ(270) يفقد فرصته في إذاعة اسمه وتكريمه، أية عبقرية تلك أيتها الوزارة القضارفية، وأي ظلم هذا الذي ترتكبين، إنه ظلم مركب يقع على التلميذ، ومدرسته وأسرته. فكيف تنامين إذن، احك لنا.؟
في حقيقة الأمر، ينبغي لي، أن أفصح أنني كنت أود تخصيص زاوية الجمعة، لتلك الكارثة (العبقرية) تلقاء وزارة التربية والتعليم القضارفية، لكن ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن حوار (اليوم التالي) أمس مع والي القضارف السابق (كرم الله عباس الشيخ)، وهو في تقديري الشخصي اتفقنا معه أم اختلفنا عليه، أفضل والٍ تسنم سدة الولاية مُنذ بزوغ حكم الإسلامويين قبل نيف وعشرين عاماً، ولذلك يحُظى بجماهيرية كبيرة، ليس وسط (إخوته الإسلاميين) الذين ظلوا يكيدون له كيداً، فحسب، بل حتى وسط منسوبي الأحزاب الأخرى، فلا أحد يشكك في نظافة يده، ولا و طنيته، ولا في شجاعته، ولا في (قلبه) الذي على ولايته ومدينته.
قال لي أحد ولاة الأمور المشار إليهم آنفاً، لو كان بيننا الوالي (كرم الله) كان حل لينا المشكلة دي، ثم ضحك قائلاً: وكان حل وزارة التربية والتعليم ذاتها.
على كلٍ، ليس هنا بصدد كيل المديح لأحد، لكن الحق ينبغي أن يُقال، فالرجل ظلمه رهطه، فأنصفته الجماهير، وأمس في حواره مع (اليوم التالي) قال كرم ما يقوله (الناس كلهم)، قال: (لدى قناعة إنو في فساد كبير، واعتقد إنو ضوابط الخدمة المدنية ضعفت وفي حاجة ماسة للتشديد). وقال: (إنه ليست لدينا مشاكل مع اليهودية كدين، وإنما مع إسرائيل كدولة مغتصبة لأرض وحقوق المسلمين، ويمكن أن يجري حواراً في هذه (الجزئية) بيننا.
فما الغريب في ذلك، أنا شخصياً مع (كرم الله) في هذين الأمرين، أمر (الفساد الكبير وضعف الخدمة المدنية)، وأمر ( العلاقة مع إسرائيل)، ووضعها في سياقها الصحيح، دونما هوجة عمياء، وتخوين وإثارة وتخويف، هذه أمور عفا عليها الزمن، وصارت لا تجدي نفعاً.
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي