عن كرم الله وما يحدث في القضارف.. تعقيب
الأستاذ عبد الجليل سليمان، لك التحية وأنت تقدح قلمك عن الهامش، ولا سيما ولاية القضارف في عمودك الحصة الأولى بتاريخ الجمعة الموافق 25 أبريل 2014م، وحول إعلان نتيجة الأساس للعام الحالي، المُشكلة لا تنحصر في من أُذيع؟ هذه النتيجة يجب أن تُحلل من الناحية العلميِّة إذ أن غالبية الذين احتلوا المُقدمة يتبعون للمدارس الخاصة، ورغم أن الإنسان فى الريف يُعاني شح المتطلبات الأساسية للحياة، والتلميذ يفتقر إلى أبسط مقومات النجاح وبرغم ذلك تبوأت بعض المحليات المراكز الأولى من حيث نسبة النجاح والتحصيل كمحليتي الفاو والفشقة.
المعلمون في المحليات لا يجدون أبسط مقومات الحياة من ماء صحي وسكن مهيأ، ناهيك عن المُعينات التعليمية من مذكرات ووسائل تدريس، بل حتى الكهرباء ليذاكر بها التلاميذ، ونعرج إلى الموجهين التربويين إذ لا يجدون سيارة مُناسبة تعينهم في الوصول إلى المناطق النائية لتزويد المعلمين بخبراتهم ومتابعة خطط المنهج والتوجيه التربوي، والسؤال المطروح هو: ما هي الخطة التربوية التى وضعت لتطوير مدارس الريف؟، ألاّ يحق لنا أن نشكر معلمينا فى الأرياف؟
النقطة الأخرى، في ما يتعلق بـ”كرم الله” كوالٍ سابق، فإن تطوير ولاية القضارف لا يتأتى إلاّ باختيار بطانة من أهلها الحقيقيين، وألا تُدار الأمور بشخص، وليكن هنالك جرد حساب حقيقي فى ولاية تعاني الفقر، ولك الشكر.
عبد الكفيل عبد الله العدنانى- باحث تربوي – ولاية القضارف
تعقيب على التعقيب:
أولاَ، سعيدٌ أن يُعقب علىّ أستاذي، إذ تلقيت دروساً على يديه في المرحلة المتوسطة (الأهلية)، وليسمح لي بالاختلاف معه في بعض حيثيات (تعقيبه)، مع التأمين على أن هنالك أمورا أتفق فيها معه، ما ذكره أستاذي العدناني، يؤكد أن نظام إذاعة أوائل شهادة الأساس بالولاية يستهدف المدارس الخاصة، إذ قال: (إن غالبية الذين في المُقدمة يتبعون للمدارس الخاصة)، طيِّب ومالو؟ وهل من العدل والإنصاف أن نحرم (الخاصة) وتلاميذها و(أسرهم) ومدرسيها وإداراتها من ثمرةِ جُهدٍ مبذول وعرقٍ مسكوب، بذريعة تشجيع مدارس الريف، ونعلن عن (أوائل) آخرين غير حقيقيين، وكأن المدراس الخاصة غير معترف بها أو كأنها (هبطت) علينا في السماء؟ وإذا كان التعليم الحكومي، والريفي منه على وجه الخصوص ضعيفاً، فهل يتم تشجيعه وتطويره عبر التدليس والتطفيف على التعليم الخاص؟
أما في ما يتعلق بـ(كرم الله)، فلن أزيد من أنني على رأيي أنه رجل نزيه، نظيف اليد، غير فاسد، شجاع، ويتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة، والمغالطنا فلينقب في (الملفات)، أو فليحتكم إلى الصندوق، هذا رغم اختلافي المبدئي معه ومع حزبه، لكن هذا لا يمنع من قول الحقيقة، وهذا ما تعلمناه منكم يا أستاذي الفاضل، أليس كذلك؟
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي