صلاح الدين عووضة

راح خلاص (بح) !!!

[JUSTIFY]
راح خلاص (بح) !!!

*فكرت أن أكتب عن الملايين الدولارية التي (راحت!!) داخل أروقة هيئة المواصفات والمقاييس ولكني تراجعت ..
*فالواحد منا يكتب عن (إيه وللا إيه) ؟!…
*فكله – اقتباساً من رائعة عبد الحليم حافظ مع إضافة ياء النداء – (راح ياحبيبي راح) ..
*نكتب عن مليارات مكتب الوالي ؟ أم عن مليارات شركة الأقطان ؟ أم عن مليارات (التجنيب) الوزاري ؟ أم عن مليارات النفايات الإلكترونية؟ أم عن مليارات بطولة سيكافا؟! ..
*نكتب عن (شنو وللا شنو) ؟!….
*فمن كثرة الحديث عن الفساد ماعاد الناس يُدهشهم (جديد) الفساد …
*أوكما قال شاعرنا المساح – في درته (غصن الرياض المايد)- : (ماخلص القديم وتبين مصايبو جدايد)..
*وما من فرق بين الجديد والقديم إلا من حيث (الكم!!) …
*أما (الكيف) – بما في ذلك جهاتٍ دينية معروفة – فقد بات معلوماً من شدة تشابه أوراق سلوفان التبرير (التأصيلية!!) ..
*فما من شئ (يروح) إلا كانت عبارات حسن النية – ذات البعد الديني- حاضرةً بشدة ..
*وللسبب هذا كثُر لوك الألسن لمصطلحات (فقه السترة) و(فقه الضرورة) و(الحصانة الدستورية) في أيامنا هذه ..
*وحكاية الحصانات هذه (بالذات) تُثبت أن من يصدع بالحق الديني إزاءها – من علمائنا – أيضاً (راح) ..
*كل شئ (أصيل) في بلادنا راح خلاص (ببح) في زمان (التأصيل!!) هذا ..
*فليست أموالنا فقط هي التي راحت وإنما راحت – كذلك – أخلاقنا (الأصيلة) ، وغناؤنا (الأصيل) ، و مسرحنا (الأصيل) ، وتعليمنا (الأصيل) ..
*وراح – أيضاً- مشروع الجزيرة ، ومصانع النسيج ، ومؤسسة حلفا ، وخدمتنا المدنية ، وسككنا الحديدية ..
*وراح – فوق الذي راح – مثلث حلايب ، و أرض الفشقة ، وجانب من وادي حلفا (كمان!!) ..
*كل شئ جميل وأصيل ونبيل – في بلادنا – راح إلا حكومتنا المتسببة في ذلكم كله تأبى أن (تروح!!) ولو طلعت (روحنا) ..
*ومن الطبيعي ألا تروح – حكومتنا هذه – ما دامت المعارضة التي يُرتجى منها إحداث التغيير راحت (هي الأخرى) ..
*بل حتى الشعب – صانع الثورات – أخشى أن يروح هو أيضاً مع انشغال معظم شبابه بـ(الفلفلة) و(الجبجبة) و(السستمة) ..
*أين جامعة الخرطوم الآن مثلاً ؟ وأين مشافينا المجانية؟ وأين ذممنا التجارية ؟ وأين سمعتنا الخارجية؟ وأين حياؤنا النسوي ؟وأين وزراؤنا (الزاهدون!!) ؟! ..
*والشريف حسين الهندي – على ذكر زهد الوزراء هذا- خصص عربة (همبر) لكل وزير بحجة مراعاة ظروف البلد الإقتصادية ..
*والظروف الإقتصادية هذه – للعلم – كان جنيهنا السوداني فيها يعادل ثلاثة دولارات وليس (متنيلاًعلى عينه!!) كما هو حاصل الآن ..
*ولماذا لا (يتعزز) الدولار – هذه الأيام – إن كان الذي (راح) داخل هيئة المواصفات وحدها نحو (8) ملايين منه ؟!..
*وإذا اعتبرنا سوداننا (الأصيل) هو الحبيب الذي راح في زمان (التأصيل)- ما لم تحث معجزة تُرجعه – فلنغنِ له مع حليم :
*(راح حبيبي راح) ، (خد قلبي وراح) ، (خد أملي وراح)، (خد نور أحلامي خد من أيامي كل الأفراح……وراح) ..
*فهي أغنية مُجازة بختم (المواصفات والمقاييس !!!!!) .
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة