إلا (الوهم) !!!
*أشرنا قبل أيام إلى أننا شعبٌ عاطفي لا نميل لتصديق إلا ما (يُعجبنا!!) ..
*حتى الذين يحظون منا بلقب (خبير استراتيجي) أو (محلل سياسي) أو(بروفسير جامعي) ليسوا بمنأى – إلا قليلاً منهم – عن الجنوح العاطفي هذا ..
*وأحد الذين جمعوا بين الألقاب هذه كلها – حسب توصيف تلفزيوننا له – قال كلاماً عقب اجتياح بغداد لم يقل مثله سمير غانم وهو يسخر من الخبراء هؤلاء ..
*فقد ظهر غانم هذا عبر شاشة (إم بي سي) ممسكاً بعصا يؤشر بها على خريطة العراق خلفه وهو يقول : (هما لو كانوا خشوا من هنا وخرجوا من هنا كان خلاص)..
*ولا أحد يعرف ما هو هذا الـ(خلاص) إلا بمقدار ما كان يمكن أن يعرف المشاهدون ما أراد قوله كل (خبير!!) من هؤلاء آنذاك ..
*ورغم أن سمير غانم عنى المحللين المصريين تحديداً – ممن كانوا متعاطفين مع صدام – إلا أن (بتوعنا) هنا في السودان (زودوا عيار العاطفة حبتين) ..
*فالعبقري الذي جمع بين الألقاب تلك كلها – مثلاً – (جزم) بأن أفراد الحرس الجمهوري كمنوا تحت الجسور لمباغتة قوات الأمريكان الغازية في الوقت المناسب..
*والوقت المناسب هذا مازلنا ننتظره لحد (دي الوقت !!) …
*وتحت تأثير (العاطفة) هذه نفسها رفض الكثيرون تصديق حديثنا عن (حال) أحزابنا ولو وجدت من الحرية ما يسمح لها بالتظاهر دون (تصاديق!!) ..
*يريدون منا أن نقول : (ياسلام ، أهو كده أحزابنا ح تزلزل الأرض تحت أقدام الإنقاذيين !!) ..
*ولو (جمد) هؤلاء جيشان العواطف داخل نفوسهم قليلاً لأدركوا أن (الخلاص) بيد الشعب وليس بأيدي رموز المعارضة ..
*فالشعب هو الذي بادر بالتحرك في (إكتوبر) ثم لحقت به الأحزاب ..
*والشئ ذاته حدث في (أبريل) وقد كان كاتب هذه السطور (شاهد عيان) لأحداثها كلها (من الألف للياء) ..
*وفي مصر لم يكن لحزب الوفد (العتيق) يدٌ في ثورة يناير وإنما كانت هبةً شعبية عفوية أفرزت قيادات لم يسمع بها أحد من قبل ..
*وكذلك الحال في ثورات كل من تونس وليبيا واليمن …
*فمعارضتنا الحزبية – ياسادتي – ليس لديها سوى (الكلام!!) بضاعةً تبيعها للبسطاء من أبناء شعبنا ..
*فقط كلام في كلام في كلام إلى ما لا نهاية …
*خمسة وعشرون عاماً وهم يتكلمون – دونما انقطاع – ولا (فعل ملموس) على أرض الواقع ..
*والآن إذ وجدوا فرصةً للكلام في (الهواء الطلق) فسيتبارون في حديثٍ (تحليلي) عن سلبياتٍ للنظام ليست هي بخافيةٍ على أحد أصلاً ..
*سيكون كل منهم (محللاً سياسياً ) يُفرغ ما في جوفه من أمنيات تجاه الإنقاذ ثم يذهب إلى بيته ليحلم بزوالها صبيحة اليوم التالي ..
*كيف ؟! الله أعلم ؛ ولكن لابد أن تذهب – الإنقاذ هذه – بعد أن أوسعها سباً وشتماً وذماً ولم يترك لها (جنبة ترقد عليها !!) ..
*تماماً مثلما (أكد) الخبير الإستراتيجي الخطير ذاك وجود الحرس الجمهوري أسفل جسور بغداد ثم ذهب لداره مُمنياً النفس بتحقق (أمنيته!!) صباحاً ..
*ولمعلومية الرافضين حديثنا هذا – من العاطفيين – نقول لهم ما (يطمم بطونهم زيادة !!) ..
*فلا عبود ولا نميري كانا قد وضعا (جراداية!!) في أفواه رموز المعارضة الذين ما زال من بينهم أحياء إلى وقتنا هذا ..
*ولكن في أيامنا هذه لم يقتصر الأمر على (الجراداية) وحسب ، وإنما معها (إستشاراية) و(تعويضاية) و( شوية خويفاية !!) ..
*فيا أبناء وطني : دعوا (العواطف) وقوموا إلى (هبتكم !!) يرحمكم الله …
*فليس تحت (الجسور) إلا (الوهم !!!!!) .
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة