عبد الجليل سليمان

الصندوق “سرّي للغاية”

[JUSTIFY]
الصندوق “سرّي للغاية”

ونواصل كتاباتنا عن تقرير لجنة تقييم وتقويم أداء صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان، يقول التقرير إن أهداف الصندوق الاستراتيجية تتمثل في المادة (22) من اتفاقية سلام الشرق، والتي تحوي (تأهيل المناطق المتأثرة بالحرب، تأهيل الخدمات الاجتماعية “صحةـ تعليم ومياه”، تأهيل وتنمية البُنى التحتية، محاربة الفقر، وبناء القدرات البشرية والمؤسسية…إلخ).
وقد خصصت الجهات الداعمة لتحقيق هذه الأغراض مبالغ ضخمة (يشيب من هولها الولدان) ويفترض أن تخضر من نعمائها البلاد كلها.. قمحاً ووعداً وتمني، وليس الشرق فقط.
يقول التقرير: سادساً، وتحت عنوان: الموازنات السنوية المرفوعة من الإدارة التنفيذية لمجلس الإدارة (لم يرد ما يعكس تعطل أو تعثر بها، عليه كل ذلك يجري بصورته المطلوبة، إلاّ أنه لم يرد ما يعكس رفعها لرئاسة الجمهورية).
ونحتفظ بالجملة الأخيرة.. (لم يرد ما يعكس رفعها لرئاسة الجمهورية) إلى حين، ونمضي إلى أن اجتماعات مجلس إدارة الصندوق تقلصت من ستة في السنة الأولى، إلى واحد لكل من عامي 2012- 2013، ثم إلى لا شيء (ولا اجتماع واحد)، بعد انسحاب عضوية جبهة الشرق من اجتماع فبراير 2013، وأن معظم اجتماعات مجلس الإدارة لم يوقع عليها، وأن قرارات المجلس لم تُكتب بصورة مفصلة، ولا توجد قوائم تحدد المشاريع المراد تنفيذها، والموقعة بواسطة المجلس، إنما تتم الإجازة عبر محاور.
يقول التقرير: إن إجمالي التزامات المجموعة المانحة الأولى بعد استبعاد التزام حكومة السودان بلغ (1.488.500.000) دولار، ظهر منها (1100.000.00) دولار قرض، ومبلغ (73.000.000) دولار (منحة)، والعمل الواضح الفعلي للصندوق خلال الفترة السابقة انحصر في القروض، ومنح في حدود (60.000.000) دولار، وبقية المنح غير واضحة.
بالنسبة للمجموعة الثانية، فإن إجمالي المبلغ في حدود (336.650.000) دولار، فلم نجد جدية في تعاملها، وحتى ما هو مطلوب في إطار التنسيق، ويقومون بتنفيذ المشروعات عبر آلية خاصة بهم، (هنا فليسمح لي القارئ الكريم، فأنا أقوم بنقل ما ورد في التقرير بحذافيره، وبذات اللغة التي كتب بها).
أما بالنسبة للمنح المقدمة من المجموعة الثالثة (منظمات العمل الطوعي) فبلغت (107.000.000) دولار، يقول التقرير: إن تلك المنظمات حددت محاور بعينها ترغب في العمل بها، وقد تم تسمية مجلس تنسيق، لكن لم يعمل به، وأصبح العمل تحت إشراف المدير التنفيذي شخصياً.
بجانب تلك، فإن ثمة ملاحظات ينبغي الإشارة إليها، وهي أن مصروفات التنمية والتسيير ظهرت في التقارير بالجنيه السوداني، وبسعر صرف يتراوح بين (2.7 إلى 2.5)، وفي فصل عنونه التقرير بـ(الأرصدة بالدولار) ورد أن إجمالي الإيرادات بلغ (90.296.662)، منها (70858760) للتنمية، و(15050636) للتسيير، بينما بلغ إجمالي المصروفات (85.909.396). وبالتالي هنالك فرق واضح بين إجمالي الإيرادات والمصروفات، ثمة ملاحظات سنعود إليها، مثل بناء ملعب للكرة الطائرة بالقضارف من أموال الصندوق.. (بالله دا كلام دا).!!

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي