الطاهر ساتي

معناها ما ح تسجلوني

[JUSTIFY]
معناها ما ح تسجلوني

:: ومن لطائف معاينات لجنة الإختيار، يحكى أن مجاك ولؤي تقدما إلى اللجنة للمنافسة في شغل وظيفة بمؤسسة عامة، وكان لأحدهما واسطة وللآخر مؤهل أكاديمي.. دخل لؤئ إلى مكتب اللجنة، فتلقاه رئيس اللجنة بالترحاب : ( أهلا يا ابني، بالله أبوك كيف؟، لسة شغال في مجال الصادر؟، ما ح ترحلوا قريب لعمارتكم الجنبنا؟، والوالدة صحتها كيف؟، لسة ما رجعت من الحج؟، ليه ما عزمتونا في خطوبة أماني؟، بالله تحياتنا ليهم)، أو هكذا كانت أسئلة رئيس اللجنة للؤي.. وبعده، دخل مجاك ليتفاجأ برئيس اللجنة سائلاً : ( يا زول، مُكر مُفر مُدبر مُقبل معاص كجلمود صخر حطه السيل من عل، معناها شنو؟)، فرد مجاك سريعاً : ( معناها إنكم ما ح تشغلوني )..!!

:: وقبل نصف عام تقريباً، قصد السادة بالحزب الجمهوري مجلس شؤون الأحزاب السياسية بغرض تسجيل حزبهم كما ينص دستور البلد.. وكان معهم المطلوب، أي شروط ومطالب ومستندات التسجيل، ومنها النظام الأساسي للحزب وأهدافه وقائمة أسماء اللجنة التمهيدية وغيرها من الوثائق المطلوبة.. المستشار القانون للمسجل، بعد إستلام كل الأوراق المطلوبة، وبعد فحصها للتأكد من صحتها، رفع رأسه للساده قائلاً ( وين كُتب الأستاذ؟، عايزين كُتب الأستاذ)، هكذا أدهشهم..والكُتب التي يطلبها هذا المستشار القانوني هي مؤلفات الأستاذ محمود محمد طه، مؤسس الفكر الجمهوري، والمحكوم عليه بالإعدام بتهمة الرده في عهد نميري .. رحمهما الله ..!!

:: المهم.. طالبهم المستشار القانوني لمجلس الأحزاب بكُتب الأستاذ محمود، ودستور البلد لايُنص على ذلك بحيث تكون مؤلفات مؤسس حزب أو جماعة من شروط تسجيل الحزب أو الجماعة، وكذلك لوائح مجلس الأحزاب ذاتها لا تلزم الأحزاب والجماعات بتقديم كُتب ومجلات زعمائها كشرط من شروط التسجيل..للدكتور حسن التربي مؤلفات، وكذلك للإمام الصادق المهدي، ومع ذلك لم يطالب المستشار القانوني لمجلس الأحزاب السادة بحزبي الأمة والشعبي بإحضار كتب الترابي والصادق عند ما تقدموا بطلب تسجيل ( الأمة والشعبي)، لماذا؟.. ولو كانت كُتب الزعيم من شروط تسجيل (حزب الزعيم)، لما تم تسجيل أكثر من سبعين حزباً في سجلات مجلس شؤون الأحزاب خلال عام ..!!

:: وبالمناسبة، مولانا الميرغني – على سبيل المثال – لم يؤلف كتاباُ بعد، قد يكون تحت الطبع أو في الخاطر، وكذلك لم يكتب مقالاً بأى صحيفة سودانية أو مجلة عربية، ربما يكتب في مرحلة الوثبة هذه، ومع ذلك له حزب مسجل بمجلس الأحزاب، وأشرف على تسجيله المستشار القانوني للمجلس (شخصياً)..لماذا يطلب المستشار القانوني لمجلس الأحزاب كتب الأستاذ محمود في تسجيل حزب سياسي؟..إجابة هذا السؤال أهم من متابعة السجال الراهن حول قبول مجلس الأحزاب للطعن المقدم من سعد أحمد سعد – بتاع الإنتباهة – وآخرون حول مشروعية وقانونية تسجيل الحزب الجمهوري، وبموجب هذا الطعن رفض مجلس الأحزاب تسجيل الحزب الجمهوري..وبالرفض، لم يلوث مجلس الأحزاب مناخ الحريات فحسب، بل وضع المحكمة الدستورية أمام ( إمتحان حقيقي)..هل تمتثل لدستور البلد – وما فيه من نصوص التنوع والتعدد العقائدي والفكري والثقافي – وتحكم به أم تمتثل لرأي سعد أحمد سعد (بتاع الإنتباهة)..؟..لحين الإجابة، يبقى السؤال : ما علاقة الكُتب والمجلات بتسجيل الأحزاب ..؟؟
[/JUSTIFY]

الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]