الطاهر ساتي

أسفار بلا … ( فوائد ) ..!!


[ALIGN=CENTER]أسفار بلا … ( فوائد ) ..!! [/ALIGN] ** إتجاه لإلغاء تأشيرة الخروج والدخول بين الخرطوم ودمشق .. هكذا تحدث الدكتور تركي محمد صقر ، سفير سوريا بالسودان ، في إطار سرده لحزم إتفاقات إقتصادية مرتقبة بين البلدين ، منها تصدير فاكهة المانجو السوداني وتأسيس شركة نقل وتعاون مشترك فى مجالات الصحة والتربية والإعلام و أشياء أخرى مفيدة للبلدين .. ولكن من كل تلك الحزم نتوقف فقط عند : الإلغاء المرتقب للتأشيرة بين الخرطوم ودمشق .. نعم ، هذا الإلغاء المرتقب يجب أن يجد حظا من النقاش والدراسة في دوائر الحكومة وأجهزتها قبل التنفيذ …!!
** وحين تدرس أجهزة الدولة أمرا كهذا ، عليها أن تنظر شمالا إلى حيث مصر ، و تتخذ الحال السودانى هناك نموذجا ، ثم تسأل نفسها : ماذا إستفاد السودان من تسهيل إجراءات السفر إلى مصر ، وماذا خسر ..؟.. وأحسب أن سؤالا كهذا قد يأتي باجابات من الواقع المعاش هناك ، وللأسف لن تأتي كل إجابات الواقع لصالح السودان .. نعم تسهيل السفر إلى مصر جزء من إتفاقية الحريات الأربع ، وفي الإتفاقية إلغاء للتأشيرة بيد أن الجانب المصري إكتفى بتسهيل إجراء التأشيرة بدلا من الإلغاء ، ومع ذلك نظرة عابرة لسوق العتبة وأحياء عين شمس والمعادي وغيرها تكشف لكل ذوي البصائر والأبصار بأن إعادة ضوابط السفر إلى مصر بات شرا لابد منه ، وضرورة لإزالة بعض الأضرار .. فالتسهيل المخل صنع واقعا سودانيا هناك لا يليق بالسودان وأهله ..وليس مستحبا أن نسترسل في ذلك ، ولكن أبرز مظاهر ذاك الواقع تتجلى في عصابات سودانية أخبارها صارت تتصدر أخبار صحف القاهرة ، ثم جيوش العطالة التي تسد قرص الشمس عن سوق العتبة ، وظاهرة غير كريمة تحدث عنها الأخ الأستاذ زهير السراج قبل أشهر بوضوح رغم أن الظاهرة لم تعد همسا أو سرا بحيث يتحدث عنها السراج أو غيره ..هل سأل أحدكم نفسه سؤالا حرجا من شاكلة : لماذا إستثنت تلك الإتفاقية المرأة من التأشيرة وألزمت بها الرجل ؟؟.. أسأل نفسك وعدد المحاسن والمساوئ ، ثم أحكم لها أو عليها ..هذا غير أن آلافا تخطت بواسطة التسهيل هذا حدود مصر وشكلت ماوراء الحدود جالية تسمى إعلاميا بالـ ( لاجئين سودانيين باسرائيل ) .. !!
** تلك بعض موبقات تسهيل إجراء السفر إلى مصر ، وتخيل الحال لو حل الإلغاء محل التسهيل .. ثم تخيل الحال حين يذهب هذا التسهيل إلى سوريا .. مايحدث في مصر حتما سيحدث في سوريا ، بل ربما حال الواقع يكون فى سوريا أكثر بؤسا وقبحا ، حيث سوريا أيضا بها ذات المناخ الذي وفر لبعض السودانيين في مصر طرق ووسائل التفلت والتمرد على سمعة بلدنا وقيمها التي يجب أن يعض عليها الكل بالنواجذ حلا وترحالا .. أليس من الأجدر أن تزيل أولا بعض أوجه قبحنا التي خلفها تسهيل إجراء السفر بمصر ، قبل أن تمضي قدما أو تفكر في إلغاء تأشيرة سوريا ..؟.. أي ، لماذا إعادة التجارب دون دراستها ومعالجتها وقبل إزالة شوائبها ..؟..هذا ليس عملا منطقيا ، أن لا تستفيد أجهزة الدولة من الأخطاء و أن لا تخضع التجارب للجرح والتعديل والتنقيح بحيث تصبح مثالية ..وهذا مايجب أن يحدث في تجربة تسهيل إجراء السفر إلى مصر ، قبل إلغاء تأشيرة السفر إلى سوريا … وإرتريا أيضا .. ويجب إخضاعها للمزيد من النقاش والدراسة أيضا ، حتى تظهر إيجابياتها وسلبياتها ، ثم يتخذ القرار المناسب وفق ما تظهره الدراسة من إيجابيات أو سلبيات .. وهكذا تتخذ كل دول الدنيا والعالمين قراراتها في قضية كهذه ..!!
** ونحن دولة ذات سيادة وحكومة وأجهزة مختصة وقوانين وشعب حين يسافر فرد منه يجب أن يكون في غربته سفيره المثالي ، وحين يأتيه غريب يجب أن يكون مفيدا له و( إضافة مثالية ) .. ومن حق أجهزة الدولة أن تضع ضوابط السفر ، ذهابا كان أوإيابا ، للمواطن والأجنبي ..نعم لتسهيل إجراء التأشيرة لأي مسافر ، مواطنا كان أو أجنبيا ، ولكن يجب معرفة أسباب التأشيرة ، لماذا يسافر المواطن ولماذا يأتي الأجنبي .؟… هذا السؤال وذاك هما ( أسباب التأشيرة ) .. وأسباب التأشيرة هذه تسمى في الدول التي تحترم سمعتها وسيادتها وهيبتها بـ ..( ضوابط السفر ) .. !!
إليكم – الصحافة الخميس 23/04/2009 .العدد 5683