جمال علي حسن

إسقاط الحوار وليس إسقاط النظام

[JUSTIFY]
إسقاط الحوار وليس إسقاط النظام

رئيس اتحاد طلاب ولاية الخرطوم حمَّل (القوى السياسية الرافضة للحوار) والحركات المسلحة مسؤولية تجدد الاشتباكات بجامعة الخرطوم.

وكنت أرجو أن يكون أكثر دقة وشمولا، ويستبدل عبارة (القوى السياسية) بمفردات مثل (الأطراف أو التيارات أو المجموعات) لأنه ومثلما هناك قوى سياسية معارضة رافضة للحوار وتريد إسقاط الحوار وتقف خلف تصعيدات العنف في جامعة الخرطوم هذه الأيام كذلك هناك مجموعات أو أطراف وتيارات متطرفة وشمولية الفكر والسلوك ومحسوبة على الحزب الحاكم نفسه لكنها لا تريد لمشروع الحوار أن يكتمل ولا ترجو لهذه المرحلة الجديدة أن (تمشي لي قدام)..

مخطط إسقاط الحوار ليس خاصاً بالأحزاب المعارضة للحوار وتلك الحركات المسلحة فقط بل يخدم أجندة عناصر من الإسلاميين المتطرفين والمتحفظين على المشروع الإصلاحي من داخل الحزب الحاكم أو تياره بشكل عام..

إسقاط الحوار أسهل من إسقاط النظام لأن إسقاط الحوار يعتمد على تلويث المناخ الذي يمكن تلويثه بخطط لا تتطلب ثقلا جماهيريا وشعبيا كبيرا أما إسقاط النظام فيعتمد على توافر قوة جماهيرية كبيرة تنزل إلى الشوارع وتقود ثورة شعبية تطالب بإسقاط النظام..

فحتى الحركات المسلحة إن لم تزد الأنظمة التي تحاربها قوة على قوتها فإنها لن تنجح في إسقاط النظام بالبندقية وبدون تأييد شعبي أو انحياز من الجيش لذلك لم تنجح كل الحركات المسلحة التقليدية التي حاربت الجيش والنظام لسنوات لم تنجح في تحقيق هدفها بإسقاط النظام بل مددت من عمره بإيجادها مبررات فرض الحالة الأمنية الاستثنائية باعتبار أن النظام في حالة حرب مع مجموعات مسلحة تحاول الوصول إلى الخرطوم..

محاولات المجموعات الرافضة للحوار سواء أكانت من المعارضة أو من داخل الحزب الحاكم محاولاتهم لإسقاط الحوار وتبديد فرصته للعبور والاستقرار هي محاولات غير وطنية تماما تسعى لفرض حالة أمنية تمكنها من تحقيق أهدافها الجهوية وأجندتها الخاصة كحركات مسلحة أو تمرير أجندة إبقاء الإنقاذ القديمة بالنسبة للإسلاميين المتطرفين أو تحقيق أهداف أحزاب وقوى سياسية معارضة صغيرة الحجم والوزن لم يترك لها خروج الكبار ومغادرتهم خندق التحالف معها سوى الرهان على فرض حالة الزعزعة وعدم الاستقرار..

طلاب جامعة الخرطوم لهم قضايا مطلبية عادلة يجب تحقيقها ولكن استغلال تلك القضايا لإسقاط الحوار يجعل من ينخرطون في (هوجتها) مضللين بفتح اللام المشددة، وفتح مزادات المجموعات المتشددة..

الخاسر هو المواطن.. وبلادنا هي التي تخسر.. هم يجمعونكم ليلا ويعبئون آذانكم بلغة النضال لإسقاط نظام تقول الوقائع والشواهد إنه أسقط ما هو مطلوب إسقاطه من ملامح شكله القديم على مرأى ومسمع وبالبيان العملي.. فلماذا يصرون على توريطه في انتكاسات وردة عن الحريات ولصالح من يحدث هذا الإرباك المخطط..؟

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي