عبد الجليل سليمان

البلدوزر ونافع “وريتونا لكن”

[JUSTIFY]
البلدوزر ونافع “وريتونا لكن”

البلدوزر:
ومبارك الفاضل الشهير بالبلدوزر، وهي كلمة إنجليزية يمكن ترجمتها عربيا بـ (جرّافة)، لا يُمكن أن يشق طريقه إلى الخرطوم في هذه المرحلة ما لم يكن قد أُدخل (ورشة) لإعادة صيانته وتأهيله للعمل في تضاريس سياسية بالغة التعقيد والتشابك. فالبلدوز (جبهة ثورية) بالتبني، ومؤتمر وطني بـ (الرضاعة)، لكنه (حزب أمة) بالأصالة لا أحداً يستطيع غمده حقه هذا.
لكنه لا يقول للناس، إن عودته المزمعة مرهونة بالاستجابة لرجاءات الأحباب، كا صرح للصحف، لأنه بذلك يكون قد (جرف) السبب الرئيس لعودته، ودفنه تحت الركام، وهو في الحقيقة اللحاق بالحوار المطروح (حقاً كان أم باطلاً).
يبدو أن البلدوزر، شعر أنه ما لم يتحرك سريعاً سيجد نفسه في الخلاء وحيداً، خاصة وأن (رفيقة الفسل) (الثورية)، تتحاور الآن مع الوطني، ورفيقه الآخر (الأمة الإمام) يتقلب بين يدي الحكومة ويتمرغ في برامجها عن طريق (مساعد الرئيس العقيد عبد الرحمن)، ثم لا يجد حرجاً أن يعارضها بـ (مريم).
البلدوزر، سيعود لتلك الأسباب، وليس من أجل (الأحباب) كما قال، لكن هنالك سبب آخر بدا في التعميم الصحفي الصادر عنه وكأنه (نسخة مخفية)، إذ قال إنه سيعمل على توظيف رصيده وعلاقاته مع قادة الحركات المسلحة لتوحيد الرؤى والجهود حول الحل السلمي الديمقراطى، وهذا بالضبط هو الدور الذي يصبو إليه البلدوزر، لأنه فيما لو أسند إليه سيضمن صاحبنا حقيبة الداخلية على الأقل – في الحكومة (القادمة).
نافع:
توقفت كثيراً، أتأمل ملياً، تصريحات عضو البرلمان عن المؤتمر الوطني (نافع علي نافع)، وهو يؤكد دعم حزبه واهتمامه بالصحافة، وكدت أهتف، ما الذي رمى الرجل بداهية فبدا كبرمكي في عهد هارون الرشيد، ولولا هذه الصورة التي سوّل لي خيالي تأطيرها على (نافع)، لذهبت في وصف تصريحه مذاهباً تجعلني أستدعي (د. علي بلدو) أو(شذى عبد الحليم) من فوري.
فالرجل ظل هو والصحافة (يتهارشان) حيناً من الدهر، ولم يكن يرضى عنها، رغم أنه كان عوناً لها ومدداً بتصريحاته الصارخة، لكنه في (الشديد القوي)، ظل على توتر معها، وربما من يدري كان يتمنى لها في خويصة نفسه (السابقة)، أن يأخذها الله أخذ عزيز مقتدر، وأن يلهم (أهلها) السلوى والصبر. لكنه باغتنا أمس أنه ومن (خويصة نفسه الحالية)، يتمنى لها طول العمر والرفاهية والنعيم المقيم، ولا نملك هنا إلا أن نقول كما يقول السوق العربي كله (وريتونا لكن)!!

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي