إجازة صيف
:: ( الطريقة التي تتم بها إقالة الولاة تمثل شكلاً من أشكال الفوضى، وهذه ليست الطريقة المثلى لإدارة الحكم، ومن حق أي وال منتخب إكمال دورته كاملة، وإبعاده عن منصبه يجب ألا يتم بمطالب المعارضين، وأي مسؤول دستوري لديه معارضين ومؤيدين، وليس بالضرورة فقط الإستجابة للأصوات المعارضة وإبعاده، هذه فوضى، وهناك جهات دستورية لديها حق في محاسبة الوالي إذا أخفق، ولايوجد شئ اسمه استقالة)، هكذا كان نص التصريح الغاضب والصادر عن والي سنار أحمد عباس، يوم إقالة والي الجزيرة الزبير بشير ..!!
:: ومن الأمثال الشعبية، ما يُجسدها ( ديك المسلمية).. إذ يحكى المثل بأن أسرة بقرية المسلمية إستقلبت ضيوفاُ مع أول الفجر، وكعادة أهل الجزيرة، أرادت أن تُكرم الضيوف بأعزً ما تملك من طعام، ولم تكن تملك غير ديك يُنبه أهل القرية إلى ميقات الفجر بصوت رخيم مسمى شعبياً ب ( عوعاي)..فأوقدت ربة المنزل نارها، و شرعت في ( تحمير البصل)، وكان الفجر قد إقترب وبدأ الديك المستهدف في الصياح، فعاجله أحد الضيوف قائلاً : ( حليل ديك المسلمية، يعوعي وبصلتو بحمروا فيها)، فصار مثلاً يُضرب في مقام كهذا .. !!
:: ويوم ذاك التصريح الغاضب، ( الطريقة التي تتم بها إقالة الولاة تمثل شكلاً من أشكال الفوضى)، لم يكن والي سنار يعلم بأن السلطات المركزية قد أوقدت النار و شرعت في (تحمير البصل).. نعم قبل أن تكمل فترة التصريح الغاضب الأسبوع، تنفس الأهل بولاية سنار الصعداء حين حملت إليهم أخبار الخرطوم بشريات ( إجازة واليهم أحمد عباس)، بأمر رئاسة الجمهورية .. فالإقالة تستدعي إعلان الطوارئ بالولاية أو بالبلد، وهذا غير حميد، و الإستقالة تستدعي قبول الوالي لكتابتها، ولكن رفضها تصريحاً يوم إرغام والي الجزيرة على الإستقالة، ولذلك كان الخيار الأمثل ( خلاص إديناك إجازة )، ولا ندري إن كان مع الاجازة زجراً من شاكلة : ( ياخ في زول بيشتغل 10 سنة بدون إجازة؟).. وحسب المصادر، قد تمتد هذه المسماة – مجازاً – بالإجازة إلى ما لانهاية، أي بالبلدي كده ( تاني ما ح يشمها)..!!
:: هذا السيناريو أعاد ذاته، إذ هذا ما حدث لوالي القضارف السابق كرم الله عباس..إستدعوه بواسطة الشريف ود بدر، ثم إقترحوا له إجازة بغرض العلاج والنقاهة بالخارج، أي يغادر القضارف – والبلد – لحين إشعار آخر، ولكن كرم الله رجل عنيد و( رأسو قوي)، رفض الإجازة والنقاهة بالخارج، وكتب في ذات اللحظة إستقالة قال فيها بالنص ( بناءً على رغبتكم)، و تم قبولها بما فيها من نصوص كذاك الذي تثير غضب ( دستور البلد).. ومع الإحترام للدستور، إجازة والي سنار أسعدت أهل سنار .. وسيادته، بكل سمع وطاعة، إمتثل لأمر الإجازة، ولم يغضب كما فعل يوم إجازة والي الجزيرة، ولم يلمح ويلوَح – بصناديق الإقتراع، ولم يصف إجازته بالفوضى .. لماذا؟.. لست أدري، ولكن الوالي العاقل هو من يتعظ بما يحدث لوالي الخرطوم.. نعم، إجازة بهدوء ولا ( سُلطة مجهجة)..وعليه، ( أها، اللى بعدو).. بالقائمة ولاة آخرين، على الأقل ثلاثة، بحاجة إلى ( إجازة صيف)..!!
[/JUSTIFY]
الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]