“صوموا تصحوا”.. نصيحة طبية لمرضى القلب
“صوموا تصحوا”.. تعددت الأبحاث وكثرت الدراسات لتفسير حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم والذي يحمل بين طياته أسراراً وفوائد لا حصر لها، لا تقتصر على الفوائد الصحية فقط بل تمتد إلى النفحات الروحانية التى تدعو إلى تهذيب النفس وتعويدها على الصبر وقوة التحمل والإحساس بالآخرين.
فشهر رمضان يعد راحة لأجهزة الجسم كلها من الإجهاد الزائد الذي تتعرض له طوال العام، وخاصةً المرضي المصابين بأمراض في القلب، مثل قصور القلب وارتفاع الضغط وشرايين القلب والصمامات.
ويؤكد الدكتور جمال أبو النصر استشاري أمراض القلب بمعهد القلب, ضرورة أن تكون حالة المريض مستقرة وغير معرضة للأزمات القلبية, ومريض الشرايين التاجية، ولابد أن تكون حالته مستقرة مع ترتيب العقاقير الأساسية بين الإفطار والسحور وتجنب التعرض للأزمات التي تحتاج لتناول أقراص تحت اللسان.
أما مريض الضغط فلا يوجد ما يمنع إتمام صيامه إذا كانت لا توجد مضاعفات أخري, وعليه الاكثار من شرب السوائل عند الإفطار إذا كان لا يعاني من فشل في القلب, كما عليه تجنب الأكلات المالحة وعدم الإكثار من القهوة والشاي.
وأغلب أدوية الضغط تؤخذ مرة أو مرتين في اليوم ولهذا فلا توجد مشكلة من أخذها في رمضان وإذا كانت تؤخذ أكثر من ذلك فيستشار الطبيب لتغيير الجرعة أو استبدال الدواء بآخر مع الحرص علي ألا يكون هذا الضغط ناتجاً أو مصاحباً للاختلال في وظائف الكلي.
قلبك يرتاح في الصيام
أكدت دراسة علمية حديثة أن القلب يرتاح كثيراً أثناء فترة الصيام إذ تنخفض ضرباته إلى60 دقة في الدقيقة، وهذا يعني أنه يوفر مجهود 28800 دقة كل 24 ساعة.
وأوضح الباحثون إن الصوم لمدة أسبوعين يكفي لتجديد أنسجة الإنسان في عمر الأربعين، بحيث تبدو مماثلة لأنسجة شاب في السابعة عشر من عمره.
وأظهرت التجارب أن الصوم من 30 إلي 40 يوماً يزيد الحيوية بمعدل 5 إلي 6 % ، وذلك لأن نقص الحيوية يعد مظهراً من مظاهر زحف الشيخوخة.
وكانت دراسة أخري قد أكدت أن إقلاع الإنسان عن تناول الطعام عدة ساعات، يخلص خلايا الجسم من المواد الضارة وهو مايسمي بالاختناق البيوكيميائي الذي يحرمها من الأكسجين والغذاء فتستعيد الأعضاء قدرتها علي تجديد نفسها بعد مجهود شاق طوال العام ويسهل علي الجسم إفراز المواد الضارة إلي الخارج عن طريق القولون والكليتين والرئتين والجلد.
وأوضح أحد الباحثين أن الإنسان الذي لا يصوم يدمن الطعام ولذلك فهو يشعر بأعراض انسحابية، مثل الصداع والعصبية والإرهاق عندما يجوع لأي سبب وكأن الصوم هو تدريب عملي علي عدم إدمان الطعام.
كما أن الصوم يفيد في علاج تليف الكبد، لأن الصوم عن الطعام يذيب الدهون ويمنع ترسيب المزيد منها علي أنسجة الكبد فتعوق عملها.
أطعمة تحافظ على قلبك
أكدت دراسات طبية حديثة أن الاعتماد في التغذية على زيت الزيتون والنباتات الورقية الخضراء والحبوب غير المقشورة والمكسرات والفواكه والأسماك والطماطم يجعل الإنسان يمتلك نظاماً غذائياً يجمع بين توليفة رائعة من مضادات الأكسدة والفيتامينات والشحوم المفيدة المهمة لصحتك والتي تخفض نسبة الإصابة بأمراض القلب.
وأثبتت الدراسات أن اتباع النظام الغذائي لسكان حوض البحر الأبيض المتوسط لمدة 3 أشهر قد اثمر عن تحسن في ضغط الدم وخفض نسبة السكر والشحوم السيئة لدى أشخاص كانوا مهددين بالإصابة بإحدى الآفات القلبية.
نصائح طبية لمرضى القلب
أولا: تناول الأدوية بانتظام وحسب إرشادات الطبيب، وكما يعلم الجميع فإن أكثر الأدوية يدوم مفعولها لمدة طويلة ويتمكن المريض معها من أخذها مرة أو مرتين بسبب الصيام وحسب إرشادات الطبيب المعالج.
ثانياً: ينصح المريض بعدم الإفراط في الطعام والشراب وتجنب الأطعمة الدسمة والمالحة ومن الأفضل تقسيم وجبة الإفطار على وجبتين خفيفتين بدلاً من وجبة واحدة ثقيلة.
ثالثا: تجنب الإجهاد والعمل الشاق أو العمل في جو حار أثناء الصيام وذلك للحفاظ على استقرار حالة القلب والحيلولة دون حدوث أي أعراض قد تتطلب منه الإفطار.
وبالنسبة للذين يرغبون منهم في أداء العمرة في رمضان ان يتجنبوا أداء العمرة أثناء الصيام وليكن ذلك في الليل وأن يحملوا معهم حبوب (النتروجليسرين) لاستخدامها تحت اللسان إذا حدث لديه ألم في الصدر أثناء الجهد. ونذكر أيضاً بأنه إذا حدث ألم في الصدر أثناء الصيام فيمكن للمريض استخدام لصقات “النتروجليسرين” والتي توضع على الجلد وتدخل إلى الدم وتوسع الشرايين القلبية وتخفف من الآلام القلبية.
المصدر :محيط