جمال علي حسن

حلايب.. وضع “غيَّاظ”


[JUSTIFY]
حلايب.. وضع “غيَّاظ”

لو شاهدتم مقابلات عبد الفتاح السيسي التلفزيونية الأيام الماضية، تلاحظون أن الرجل بعد أن خلع الميري العسكري ظهر بحقيقته أنه فعلا يفتقد للكثير من صفات الشخصية الكاريزمية القيادية، شخصية رجل الدولة، والتي ربما لم تكن تتوفر حتى عند الرئيس مرسي لكنها مفقودة تماما عند السيسي حين يرتدي الزي المدني ..

هيبة البزة العسكرية أحيانا تغطي على الشخصية، ويا سبحان الله حين خلعها تجرد من خمسة وتسعين بالمائة من ألق شخصيته التي كان قد خطف بها الأضواء.

والملاحظة الثانية والتي نحن معنيون بها من واقع غياب رؤية الرجل وضعف قدراته بشكل عام حتى القدرة على التعبير خيالا ولغة.. هذا الضعف هو الذي يجعل السيسي في أمس الحاجة لتعويض ذلك بإنجاز يساعده على كسب تأييد المصريين الذين يعظمون القائد الذي يحقق لهم انتصارات خارجية أو يستحضر عندهم صورة جمال عبد الناصر.

والانتصار الذي يبحث عنه السيسي هو حلايب التي يقود إعلام مصر حملات مخططة لشرعنة احتلالهم لها، بل أصبحوا الآن يتحدثون عن وثائق تاريخية، في حين أن التاريخ بحوادثه ووثائقه معروف لا يتحمل نصوص السيناريو والإنتاج في مدينة الإنتاج الإعلامي ..

حلايب سودانية وملفها في مجلس الأمن الدولي موجود ومجمد بصيغة انسحابية من جانب المصريين أنفسهم منذ نهاية الخمسينيات من القرن الماضي ..

لكن الإعلام المصري في الفترة الماضية كان يقصد إرسال رسائل استفزازية تذكر السودان بأن مصر تحتل حلايب..

والغريب أن حكومتنا لم تكن تتعامل مع القضية بحساسية عالية ربما لأسباب بعضها موضوعي من ناحية التوقيت وبعضها غير موضوعي من ناحية التقدير غير المستحق لمن يقودون النظام في مصر .

ولكن، وعلى أي حال، أرادها السيسي أو أردناها نحن، فإن أرضنا يجب أن يتم تحريرها وطرد المحتل المصري منها بالتي هي أحسن أو (بضراعنا).. في حالة إصرارهم على المواصلة في نهج الاستهبال وخم الرأي العام وفق سياسة الاحتيال على الوعي والتاريخ.

وفي الوقت الذي ظلت فيه القوات المسلحة السودانية تتجنب إطلاق تصريحات تستنكر أو تهدد المصريين، وظلت تكتفي بأن موضوع حلايب متروك للأجهزة العدلية والأجهزة السياسية ما يؤكد الحرص على تجنب تفجير الموقف، ظلت مصر (تهضرب) صباح مساء بحلايب، خاصة في الفترة الأخيرة، وتزج بها في كل المناسبات التي تستدعي أو لا تستدعي ذكرها.. لأن (الحرامي في راسو ريشة).

هل طالعتم أمس ردود الفعل المصرية بعد نشر وكالة سونا لخبر تبديل القوة المرابطة في الحدود في منطقة حلايب؟.. لاحظوا التوظيف السياسي؛ فقد قال اللواء حسين كمال الخبير العسكري المصري في التعليق على الخبر: “إن الدولة المصرية تتعرض لمخاطر كبيرة ليس لها مثيل”، مضيفا أن “حدود مصر تحيط بها المخاطر والتهديدات من كل جانب”.. وطبعا حديث الخبير العسكري واضح ومفهوم، يريد أن يقول إن مصر تحتاج للمحافظة على (رجل المستحيل) الجنرال السيسي المرشح الرئاسي الفائز مسبقاً ..

أما اللواء محمود منصور، فقال: “إنهم – ويقصد السودان – يعلمون تمام اليقين بأن حلايب وشلاتين أراض مصرية وأن ادعاء السودان بذلك يدعو للخجل”..

.. الوضع في حلايب في ظل الاحتلال المصري فعلا وضع (غيَّاظ) يجب أن ينتهي ..

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي