عبد الجليل سليمان

عليكم بناس الموية


[JUSTIFY]
عليكم بناس الموية

من أكثر المؤسسات التي تمارس علواً وعتواً على المواطن البسيط هي هيئة مياه ولاية الخرطوم، ينبغي أن نقولها واضحة، فالهيئة هذه تنزع عن أيدي المواطنين وهم صاغرون (ربطا نقديا) يشبه (جِزية أهل الذمة) بواقع (25) جنيهاً شهرياً مقدماً، بطريقة فيها من الظلم والحيف الكثير، فلا الخدمة التي تقدمها مستمرة، ولا هي (نظيفة) وصحية.
أما عن طريقة دفع مقابل الخدمة مقدماً، فحدث ولا حرج، إذ تتحصل عليها هيئة المياه عن طريق (هيئة الكهرباء) على نهج (المسك من اليد البتوجع)، وهو نهج لا يتسق مع مؤسسة حكومية تقدم خدماتها للشعب، حيث يكتنفها نوع من الجشع واللا إنسانية، لكن هذه كله جانب. أما الجانب الأكثر أهمية، فهو أن المواطن يدفع مقدماً مقابل خدمة لا تأتي إلا لماماً وبمساعدة (روافع) (موتورات كهربائية) لمن يملكها وهذا أيضاً يدفع عليها نفقات استهلاك كهرباء، ورغم هذا (الدفع الكثيف) هنا وهناك، فإن الهيئة ظلت عاجزة عن منحه خدمة نظيفة وحتى (مستمرة) على الأقل.
فما إن يأتي الصيف، حتى تعزف أسطوانتها المشروخة، وتطلق لسانها بتبريرات واهية، ترددها على مسامعنا الكريمة صيف إثر صيف، ولا تفعل إزاء معالجتها شيء، وهكذا تعاني الآن معظم أحياء الخرطوم من قطوعات في إمدادات المياه، لا تنفع معها (موتورات) ولا تشفع، ثم ما أن يذهب المواطن لشراء كهرباء حتى يخصمون منه (25) جنيهاً فاتورة ماء لا يأتي أبداً.
لذلك كله، فإن هيئة مياه الخرطوم تحتاج إعادة تأهيل، إذ أنها أثبتت فسلها الذريع في القيام بدورها وأداء مهمتها على الوجه الصحيح، والفشل هذا لا يمكن تلافيه وتفاديه إلا بإجراءات إصلاحية كبرى تطيح برموز الفشل ولوبياته، وتأتي بأناس ذوي كفاءات وقدرات وخبرات وعزائم وخيال، كي يتولوا أمرها، ويصلحوا حالها، ولا يأخذون أموال المواطنين بالباطل دون أن يقدموا لهم مقابلها شيئاً.
فهلا قامت الجهات المسؤولة إلى هيئة المياه، وأعملت فيها مبضعها؟!

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي