الطاهر ساتي
الإبتزاز …( حبة عند اللزوم ) ..!!
** المهم ، رقم الكثافة السكانية – الأربعين مليون إلا شوية – في إطار مساحة المليون ميل مربع يؤكد ما ليس منفيا بأن السودان يعاني من فقر سكاني مزعج .. وأن هذا البلد الشاسع أو المترامى الأطراف كما نحب وصفه بحاجة ماسة إلى أن يرتفع معدل النمو السكاني فيه أضعافا وأضعافا ، حتى يتيسر لهم إدارة موارده وإستغلالها بشكل أفضل ..والسلام والإستقرار والإنتاج وغرس ركائز الحياة الكريمة للشعب في أرض المليون ميل مربع يعد من أهم الوسائل التي تحقق غاية النمو السكاني ، ومن بعد ذلك تأتي وسيلة الهجرة التي تتبعها أمريكا و دول غربية أخرى بين الحين والآخر .. ولايذهب بك الظن بأن اللوتري واللجوء وغيرها من المنافذ يفتحها العالم الأول حبا لعيون العالم الثالث العسلية ، لا ، هو يفعل ذلك وفقا لدراسات معدة سلفا درست وبحثت وتوصلت إلى نتيجة مفادها : ضعف النمو السكاني يؤثر سلبا في مجمل مناحي الحياة .. هكذا هم يخططون ويجمعون البشر لإحياء حياتهم ، ولكن نخبتنا في عالمنا الثالث والأخير – يا كافي البلا – لاتخطط إلا للحرب والفقر والشتات والتهجير والتغريب .. وعليه تصبح المحصلة أربعين مليون فقط لاغير في مليون ميل .. دع عنك تنمية موارد بلدهم وإستغلالها وإداراتها ، بل حتى لو وزعهم الجهاز المركزى على حدود البلد لحراستها ، لظلت أميال من الحدود بلا حراسة لنقص عدد الحرس المطلوب ..ونرجع للموضوع لحين يكتشف الكل ، شعبا وحكومة ومعارضة ، الآثار السالبة التى تترتب على ..( قلة السكان في البلد ) .. !!
** نعم التعداد هذا يترتب عليه كثير شئ ، وأهم شئ هو الإنتخابات ودوائرها ثم تقرير المصير ..ولهذا لم يدهش حديث باقان الأخير أحدا ، والذي لمح فيه بأن تأجيل موعد الانتخابات مرة أخرى غير مستبعد ..ونعني بالأخير مؤتمره الصحفي بلاهاي والذي سبق المؤتمر الصحفي لمجلس الإحصاء المركزي بأربع وعشرين ساعة فقط لاغير ..حيث قال هناك نص : لا أدلة في يدنا على تزييف التعداد السكاني ، لكننا نشك .. ثم واصل نصا : سنقاطع الإنتخابات في حال تزايد الشك .. هكذا تحدث ، فتأمل تلك الـ ( لولوة ) .. إذ ليس في يده دليل أوبرهان على تزييف التعداد السكاني ، ومع ذلك يهدد بمقاطعة الإنتخابات ، وليته يقاطعها في حال أن يجد دليلا على التزييف ، بل المقاطعة في حال : تزايد الشك .. نعم ، بالشك وليس باليقين يضع باقان موعد الانتخابات على كف عفريت ..وهو منطق لايقنع حتى طفلا في مهد أمه يرقد باسما وجاهلا الفرق بين صناديق الإقتراع وصناديق البزيانوس .. ومن مثل هذا المنطق حتما ستتفرع الألسنة الأخرى هناك وهناك لتبحث عن الف شك وشك تثبتهم في مقاعد السلطة مع شريكهم الإستراتيجي رغم أنف الدستور وإتفاق نيفاشا ..!!
** وعليه ننوه ونذكر الشريكين بأن أحزاب المعارضة وقواعدها المكتوية بنار المرحلة الثنائية إنتظرت طويلا ، وتترقب موعد الإقتراع كترقب الصائم لغروب الشمس ، وكل الشعب كذلك .. ولذا يجب أن لا يصبح الإبتزاز نهجا سياسيا يستخدم كما الأسبرين عند اللزوم ، مثلا : عند الشعور بـ..( صداع الأحزاب ) ..أوعند الإحساس بـ ..( روماتيزم المنافسة ) …!!
إليكم – الصحافة الاثنين 27/04/2009 .العدد 5687