سؤال “كورونا” للوزير.. بصيغة أخرى
وزير الصحة الاتحادي السيد بحر إدريس أبو قردة ينفي دخول أو تسلل قوات (الكورونا) القاتلة للسودان.. ويعلن خلو أراضيه من أي فيروس.
لكنه يكتفي بهذا القول القاطع.. وفي المفترض أن يكمل بتوضيح للرأي العام حول مستوى استعدادات الوزارة لاستقبال أية حالات إصابة ـ لا قدر الله ـ قد تصل المستشفيات.
(كورونا) ليست حركة مسلحة يمكن تأمين الحدود والقطع والجزم بأنها لن تتمكن من التسلل إلى أراضي السودان.. والدرب بين السودان والمملكة العربية السعودية أو أية دولة أخرى من الدول التي انتشر فيها هذا الفيروس اللعين هو درب سالك وآهل بالحركة الدائمة والمكثفة بحكم وجود أعداد كبيرة من السودانيين في المملكة العربية السعودية، ونحن على أبواب مواسم عمرة وبعدها موسم الحج.
ما هو استعدادكم الآن لو فوجئت حوادث أم درمان أو الخرطوم أو بورتسودان بحالة إصابة بالفيروس..؟!
إنَّ قطع الوزير بخلو البلاد من الكورونا يجب أن يكون مختوماً بعبارة (حتى الآن) أما غداً وبعد غد، فالاحتمالات واردة..
المشكلة أن الكورورنا وباء خطير يتنكر بمكياج الأنفلونزا أو أعراضها.. والمشكلة أن من يصاب بهذا الفيروس يجب الابتعاد عنه لمسافة أكثر من متر لأنه ينتقل بالرذاذ، والمشكلة الأكبر أن عزل المصاب يتطلب توفير غرف عزل بمواصفات آمنة تسمح بمباشرة محاولات علاجه..
أين أنتم يا وزارة الصحة من الاستعدادات اللازمة لمواجهة وباء لو (لِحِقْ) دخل إلى السودان في ظل ضعف البنية والوعي الوقائي لأحدث كارثة كبيرة؟.
أين أنتم من الاستعدادات المبكرة لمواجهة هذا الوباء؟ فمصر القريبة تقوم الآن، وحسب تصريحات رسمية تقوم بتدريب نواب ومساعدي مديري أقسام الحوادث والاستقبال للتعامل مع الحالات المتوقع وصولها للمستشفيات.
وتقول وزارة الصحة في بعض المحافظات المعرضة للإصابة إنهم قاموا برفع حالات الاستعداد لاستقبال أية حالات مصابة بفيروس “كورونا”.
الاكتفاء بالقطع والجزم بخلو البلاد من هذا الفيروس ليس أمراً مطمئناً، فكرورونا لا يستأذن مقامكم السامي يا سعادة الوزير..
هناك مشكلة أخرى في وزارة الصحة، تتلخص في أن أغلب الأوبئة والأمراض الخطيرة في السودان لا تتولى وزارة الصحة السودانية أي دور يذكر في مكافحتها، بل تأتي منظمات الصحة العالمية لتتولى هي المهمة، وهي حقيقة لا يمكن إنكارها أنه لا الملاريا ولا الحصبة ولا شلل الأطفال ولا السحائي ولا الأيدز، كل هذه الأمراض تتولى منظمات الصحة العالمية مهمة مكافحتها وتوفر هي المال والأمصال والدعم الفني وحتى السيارات وكل شيء يأتي جاهزاً، فهل يا ترى تنتظرون منظمة الصحة العالمية لتأتي وتكافح لكم الكورونا لو حدث أن جاءت ودخلت بلادنا؟، أو بلغة أبسط وأسرع تناولا وفهما، نقول: لو جاءت الكورونا وتسللت قواتها عبر الحدود وهي قوات فيروسية (غير موقعة على أي اتفاق سلام) فماذا أنتم فاعلون؟..!!
استعدوا ودربوا كوادركم الصحية على التعامل مع مرض قاتل وخطير، حمانا الله وحماكم من بلائه وابتلائه.