زوائد دودية..!!!
*(تمسك) السودان بمركزه (الطيشي) – كالعادة – في قائمة الدول الأكثر فساداً للعام حسب إحصائية منظمة الشفافية العالمية..
*أو – تحرياً للدقة – نقول إنه احتل المركز (تاني الطيش) بعد الصومال التي يصعب تصنيفها كدولة بسبب صراعات (الإسلامويين) داخلها ..
*ويجئ الإعلان (الصادم) هذا – كالعادة – في وقت كنا نوينا أن نعزو فيه بعض أزماتنا (الأخلاقية) إلي نزوع نحو تسمية الأشياء بغير مسمياتها الحقيقة (المرة) ..
*أي بعبارة أخرى ؛ أزمة الإفتقار إلى (الشفافية) …
*فإذا حدثت مجاعة في منطقة ما – مثلاً – نسميها (فجوة غذائية) ..
*وإذا أعلن المراجع العام عن (إختلاسات) مليارية نسمي ذلك (سوء تصرف في المال العام) ..
*وإذا اُنتهكت حرمة العاصمة – (ذات نفسها)- سمينا الغفلة (إستدراجاً) ..
*وإذا قُصف مجمع اليرموك سارع كبير الولاية إلى تسمية ذلك (انفجار ماكينة لحام) ..
*وإذ شهدت ثانوية (السرايا) بدنقلا ظاهرة مرضية غريبة لا تتردد السلطات المعنية بعاصمة الولاية في أن تسمي ذلكم الذي حدث (التهاب الزائدة الدودية بسبب الشطة) ..
*ثم تبادر إلى (قطع) نحو ثلاثين زائدة تخص طالبات يدرسن في المدرسة المذكورة ..
*والوحيدة التي نجت من (القطع الجاعي) هذا نجت من المرض ذاته أيضاً بعد تلقي العلاج في (عيادات خارجية) ..
*أي أن القصة ليست قصة (شطة) و(زائدة دودية) وإنما محض تسمم – على الأرجح – تحاشت السلطات هناك الإعتراف به حرصاً على (السمعة) ..
*فما سمعنا أبداً بشطة تتسبب في التهاب (جماعي) للزائدة الدودية وإلا كان سكان منطقة دنقلا في حاجة إلى آلاف من شاكلة شيخ إدريس (الطهار) للإستعانة بهم في (قطع زوائد) من نوع آخر ..
*فـ(كله) قطع وإن اختلفت الزوائد نوعاً وشكلاً وحجماً ….
*فما تعرفه حاضرة الولاية من أيام (يونس ود الدكيم) – وإلى زمان قريب – هو الزواج الجماعي ، والختان الجماعي ،والحصاد الجماعي ولكنها تعرف لأول مرة الآن شئياً اسمه (القطع الجماعي للزوائد الدودية) ..
*ثم يكون القطع هذا بسبب ( الشطة) ….
*ومن قبل عزت حكومة الولاية (الإحتراق الجماعي) لنحو (4) آلاف نخلة بمنطقة كجبار المحس إلى (ظروف طبيعية) رغم إن (الظروف) هذه لم يسبق لها أن حدثت طوال (4) الآف من الأعوام ..
*والعدد نفسه من النخيل إحترق (جماعياً) – بعد ذلك – بمنطقة تبج عبري فقيل أيضاً أن ذلك جراء (ظروف طبيعية) ..
*وحرائق نخيل كرمة – قبل أيام – ما زال دخانها يتصاعد والمتهم كالعادة (مصدر مجهول) ..
*ثم حين وقعت (الهلوسات الجماعية) استحت حكومة الولاية من أن تنسب الظاهرة إلى (الظروف الطبيعية) هذه فقالت إن السبب هو نبات (السكيران) الذي نبت (فجأة) بين أعواد القمح ..
*وما نريد أن نخلص إليه هو أن نزوع حكومة الولاية إلى تسمية الأشياء بغير مسمياتها الحقيقية (يتسق) مع نزوع (جماعي) مماثل في بلادنا هذه الأيام ..
*والنزوع هذا ما من مسمى مناسب له سوى (الإفتقار إلى الشفافية) …
*والإفتقار إلى الشفافية هو الذي يجعل منظمة (الشفافية) العالمية تضعنا في المركز (تاني الطيش) كل عام..
*و(البركة) في الصومال التي تخفف قليلاً من حُرقة (شطة) الحقائق في حلوقنا ..
*ثم لانحتاج – بالتالي – إلى قطع (زوائدنا) …
*ولكن من يقطع (زوائد) بلادنا (الدودية) ؟!!!!
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة