الطاهر ساتي

وراء كل قضية مستشار …!!


[JUSTIFY]
وراء كل قضية مستشار …!!

:: ما أشبه الليلة بالبارحة، أو هكذا لسان الصحف وهى تعرض قضايا الفساد، أي بالتكرار والإجترار..وعلى سبيل مثال للإجترار، قلت : قد يذهب أحدنا الى صديقه الطبيب، ليس بحثاً عن التداوي، ولكن ليطلب أورنيك مرضي يغيب به عن العمل يوماً أو أسبوعاً لقضاء حاجة، ويوافق الصديق على الطلب ويكذب بأن صديقه مريض وبحاجة الى بعض الراحة، ويخرج الصديق منه سعيداً بإجازتك، وبهذا يُساهم في إدخال الفساد الى موطن من مواطن العفة ( الطب)..!!

:: وقد يكون أحدنا مالكاً لمدرسة خاصة مستواها الأكاديمي دون الطموح، و بدلا عن الإجتهاد في تحسين المستوى بالمتابعة و تجويد التدريس، يُعين مديراً يفسح مجال الغش للطلاب في الإمتحانات، فينجحوا ويتصدروا قائمة الأوائل في الإمتحانات، فيفرح مالك المدرسة بهذا التفوق غير الأخلاقي، أو هكذا يُساهم في إدخال الفساد إلى موطن من مواطن العفة ( التعليم)..!!

:: وقد يكون أحدنا ظالماً لأخيه في قضية ما، فيذهب المظلوم الى أضلاع مثلث العدالة ( الشرطة و النيابة والقضاء)، لتنصره، ولكن – بما له من نفوذ- يستغل تلك الأجهزة بحيث تنصره على المظلوم، ويكسب القضية ويفرح أمام حزن المظلوم، وبهذا يُساهم في إدخال الفساد الى مواطن العفة ( الشرطة و النيابة والقضاء)..!!

:: وقد يكون أحدنا ثرياً وغير قنوع، ويقدم لديوان الزكاة طلباً بأنه من الغارمين وغير القادرين على كسب العيش، وحين يكتشف موظف الزكاة زيف الأوراق يتفق معه على قسمة المال، فيوافق على القسمة ويصدق له بالمبلغ المطلوب ويخرج سعيداً، وبهذا يُساهم في إدخال الفساد الى موطن من مواطن العفة، ( مؤسسات الدينية والإجتماعية)..!!
:: و قبل إنهيار نظام مبارك بأشهر، كتب أحد علماء مصر، البروف محمد المهدي، بحثاً عميقاً عن الفساد ومواطن العفة، قال فيه بالنص التحذيري : ( إقتراب الفساد من مواطن العفة يثير قلق المجتمع المصري، وقد يتحول هذا القلق الى زلزال يهز أركان الدولة)، وهذا ما حدث بمصر .. ثورة شعب..!!

:: المهم.. تلك المؤسسات – بجانب سلطة قضائية وأخرى رابعة رقابية – بمثابة صمام الأمان لأي مجتمع و الحصن الآمن لأي مواطن، ولهذا يحرص الكل على (نقائها و سلامتها)، أي تبقى بعيدة عن التلوث.. وكثيرة أوجه الفساد والتجاوز والشبهات التي طالتها سهام الصحافة والمجتمع بالرصد والنقد..ومع ذلك، لم يحدث في تاريخ السودان أن وحدة حكومية بحجم وزارة العدل – وبكل ما يحملها الإسم من دلالات ومعان وأهداف – قد طالتها كل هذه السهام الطاعنة في ( قلب الفساد)..!!

:: تابع كل قضايا الرأي العام المثارة في الفترة الأخيرة..منذ قضية المستشار مدحت و إلى يوم إعتقال الدكتور ياسر محجوب، وراء كل قضية رأي عام وكيل أو مستشار بوزارة العدل..من وافق بهيئة التحكيم في قضية الأقطان وشركة متكوت قبل أن ترفضها المحكمة، مستشار بوزارة العدل..ومن كاد أن يكتف بالتحلل في قضية مكتب والي الخرطوم لو لم يحولها وزير العدل إلى المسار القضائي، مستشاربوزارة العدل..ومن يكتف باستلام الأموال المختلسة ويشطب البلاغات أو يحفظها بنيابة الأموال العامة دون التفكير في تقديم المتهمين إلى المحاكم كما ينص القانون، مستشار بوزارة العدل..!!

:: وهكذا.. وزارة العدل تحارب العدل ..عفواً، ومن أصدر أمراً بالقبض على رئيس تحرير صحيفة يوم فتح البلاغ ثم الترحيل إلى حراسة قسم الخرطوم شمال- كأسرع و أقسى إجراء نيابي لنيابة الصحافة – وكيل بوزارة العدل، أي المسؤول التنفيذي الأول على المستشارين.. وعليه، ندع قضية الوكيل والصيحة لحين حكم المحكمة، ولكن نسأل : ما الذي يحدث لوزارة ظلت طوال الحقب والحكومات الفائتة موطناً من مواطن العفة؟..ما الذي بحاجة إلى مراجعة شاملة و تغيير عاجل، النهج المعمول به أم الذين يعملون أم ..( كلهم)..؟؟
[/JUSTIFY]

الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]