عبد اللطيف البوني

الشيخ الغلب حواره


[JUSTIFY]
الشيخ الغلب حواره

إعلام التواصل الاجتماعي عبر وسائطه من انترنيت وتوتير وواتساب وتانجو والذي منه جعل المواطن العادي هو الذي يسيطر على الاعلام وذلك بفرض اهتماماته على الفضاء الاعلامي فالسموات المفتوحة اي الاطباق الهوائية إن كانت فتحت الفضاء الاعلامي للكافة وكسرت احتكار بعض الدول للعملية الاعلامية الا أن تلك الاطباق هي في نفسها كانت خاضعة لمؤسسات وافراد اي ليست حرة الارادة في اختيار مادتها ولكن الآن بعد وسائط التواصل الاجتماعي المشار اليها آلت السيطرة الاعلامية للموطن العادي .
بعيدا عن التجريد في الرمية التي هي ليست موضوعنا بأي حال من الاحوال نضرب لذلك مثلا بما يجري في بلادنا فقد كان الطالع في كفر اعلامنا هو الحوار الوطني فبعد خطاب الوثبة الشهير الذي كان موجها للناس كل الناس في 27 يناير الماضي ظل اعلامنا مشغولا بالحوار الوطني واجندته والمشاركين فيه والرافضين له و(ليهم حق وما ليهم حق) الى أن جاء لقاء القاعة في السادس من ابريل الذي جمع الجماعة الكبار في السن ثم المقام ظل الإعلام يلوك في سيرة الحوار الذي سوف يمهد للحوار والحوار الغلب شيخه واهم من ذلك الشيخ الغلب حواره وعاد كما طائر الفينيق وانا ما بفسر وانت ما تقصر.
والحوار في طور الاجنة وقبل أن يصل طور التخلق انفجرت قضايا الفساد كما بالوعات الخرطوم القديمة فـ(عطرت) كل سماء السودان فأصبحت الشغل الشاغل لمجالس المدينة التي تتمثل حاليا في ادوات التواصل الاجتماعي اذ ظهر تحكيم الاقطان وسرقات مكتب الوالي وتاتينك المخدارت ونهب المدينة الاثرية وكلام عن الصمغ ثم زول الاراضي الملياري وبالطبع الجماعة (كبوا عليها كم كوز كدا) فظهرت المهور المبالغ فيها وارتال الذهب فكان طبيعيا أن تتناول اجهزة الاعلام التقليدية كالصحف والفضائيات قضايا الفساد الا واصبحت كالمؤذن في مالطا وسوف ينصرف عنها الناس فزادت الامر انتشارا وجعلته قضية الرأي العام الاولى على الاقل في هذه الايام والايام القليلة القادمة.
الحكومة ومهما عملت اضان الحامل طرشاء فلن تستطيع أن تتهرب من قضايا الفساد وتصعد الى مركب الحوار بحجة أن كل (واحد بدربه ) فقضايا الفساد التي اظهرها تقاطع المصالح في ذات النظام الحاكم اصبحت ليست ملك الحكومة انما ملك الرأي العالم ولن يتزحزح عنها ما لم (يشوف آخرتا ) وبالتالي على الحكومة أن تتوقف عندها وتخضعها للمعالجة مهما كانت غالية واي محاولة لتطنيشها سوف تفهم على انها عاجزة وسبب العجز ناجم عن أن كل النظام في فمه جرادة واي اقتراب من اي متهم سوف يجعله يكشف الكثير المثير الخطر فعليه اذا حاولت الحكومة تخطي قضايا الفساد ثم تذهب للحوار فلن يذهب الشعب معها وسوف يأتي مؤتمر الحوار يتيما مقهورا معزولا.
إن تخطف قضايا الفساد الاضواء من الحوار القومي فإن هذا يشي الى أن هذا الشعب قضيته الاولى هي صلاح الحكم ورشده وليست من يحكم وبذلك يكون الشعب قد وضع البند الاول في بنود الحوار المنشود فأي حوار وطني جاد في حالة السودان الحالية لابد من أن يبدأ بنزاهة الحكم وشفافيته واسباب انتشار الفساد وكيفية استرداد الاموال المنهوبة ثم بعد ذلك بعد يتم التحول الى قضايا السلام والديمقراطية والتنمية والذي منه.
كسرة
كدي النسألكم يا جماعة الخير اليس في مقدور الحكومة أن تحسم قضايا الفساد بمفردها وبصورة ناجزة ومقنعة ثم تقول للناس بعد ذلك هيا على الحوار في قضايا السلام والديمقراطية والتنمية والذي منه ؟
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]


تعليق واحد

  1. دكتور البوني الحكومة اصبح ان تسمع عن الفساد شئي عادي ولا بهمهة شئ
    وحايعملوا ليه يوم عيد الفساد ويشغلوا الموسيقي ويرقص الرئيس بالعصاية عادي ويصرفوا علي هذا الاحتفال كم مليار كده