حيدر المكاشفي

نعم الصحافية نعمة الباقر

[JUSTIFY]
نعم الصحافية نعمة الباقر

عندما كانت الصحافية السودانية العالمية نعمة الباقر ابنة الزميلين الصحافيين المعروفين الدكتور الباقر أحمد عبد لله والأستاذة ابتسام عفان، في قلب المعمعة بعاصمة أفريقيا الوسطى المضطربة والملتهبة بانقي، وهي تمسك بمايك القناة العالمية الأمريكية ” “cnn وتنقل على الهواء لكل العالم وقائع المأساة من بين لعلعة الرصاص ودوي الانفجارات والجثث المتناثرة هنا وهناك ، كانت هنا في الخرطوم سيدة سودانية شاءت لها الظروف أن تشاهد هذا المشهد، كانت كما يقول الراوي تولول وتثكل باشفاق كبير على نعمة وتصرخ صائحة ونائحة ” يا يمة هوي.. سجمك.. أجري يا بت إندسي.. يا ناس.. قولوا لبت الناس دي ترمي الشي الفي إيدا دا وتجري… هسع يا إخواني العاصرا على دا كلو شنو؟ بري… دا والله موت عديل.. الله لأمك ولأبوك ولرويحتك وشبابك… يا ربي تحفظا.. دي بت منو؟.. الرسول كان ما كلمتوهم يلموا بتهم عليهم. هسه ديل ناس نصاح؟”… هكذا بدأت نعمة الباقر عملها الصحفى وهكذا كانت مقدامة وشجاعة ومقتحمة منذ أن كانت مبتدئة هنا في الخرطوم وفي الصحيفة التي يملكها والدها “الخرطوم” كأي مبتدئ ومبتدئة لم تميز نفسها لرغبتها القوية في أن تتعلم ومن بداية السلم، كانت تذرع شوارع العاصمة جيئة وذهابا وهرولة وجرياً، تكون أينما يكون الحدث والخبر ووقتما يكون، وكذلك جالت وتجولت في صحارى دارفور ووديانها وجاست خلال ديارها وحواكيرها ومعسكراتها قبل أن تصبح دارفور محط أنظار الإعلام العالمي، لم تتضجرأو تتكبر أو تتكدر أو تتحنكش وهي خريجة أرقى الكليات البريطانية، فامتطت ظهور اللواري والجمال والحمير بل وحتى الكاروات جمع كارو، لتصل إلى الواقعة والحدث أينما كان وفي أي موقع، ثم من بعد هذه البداية المحلية المشرفة والناضجة مهنياً واحترافياً، انطلقت نعمة بذات العنفوان والاجادة والتميز إلى العالمية، بداية برويترز ومروراً بالقناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني لتلقي أخيراً بثقلها الإعلامي عالي المهنية والاحترافية في السي إن إن إحدى أشهر وأبرز الفضائيات في العالم، وكان لنعمة خلال هذه المسيرة رغم قصرها الكثير من التغطيات المتفردة في أكثر مناطق العالم التهاباً واضطراباً، حيث كانت لا تكترث لشئ غير مهنتها ومهنيتها التي أعلتها فوق سلامتها الشخصية، فكانت في أفغانستان والصومال وجنوب أفريقيا وكينيا وأفريقيا الوسطى ونيجيريا وغيرها، فكانت نعمة نعمة كالغيث أينما ذهبت نفعت وأجادت مما أهلها لنيل عدد من الجوائز الصحفية العالمية، نذكر منها جائزة قصة العام الإخبارية وجائزة صحفي العام، ثم هاهي الآن تنقل عنها الأخبار أنها اقتحمت معاقل أوباش بوكو حرام بعد رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر ويلوح فيها شبح الموت بين أية خطوة وأخرى، فتستطيع بكل جرأة وشجاعة أن تتحدى كل هذه الأهوال حتى ظفرت بلقاء إحدى الفتيات الناجيات من قبضة وحوش البوكو حراميين ونقلت صوتها لكل العالم، والحديث عن الأداء المشرف والوجه السوداني المشرق الذي عكستهبلدياتنا نعمة لكل العالم حديث يطول حسبنا منه هذه اللمحة والعجالة، ولن نزيد على قول تلك السيدة السودانية التي جزعت لها يا ربي تحفظا .
[/JUSTIFY]

بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي