تحقيقات وتقارير

السودان.. أوضاع سياسية على رمال متحركة


[ALIGN=JUSTIFY]تأبى الساحة السياسية السودانية إلا أن تسير على رمال تحركها من حين لآخر عواصف بين الأطراف السياسية، سواء منها التي تجمعها توافقات واتفاقات أو تلك التي يعارض بعضها بعضا.
فقد تواصلت الاتهامات المتبادلة بين قياديين من شريكي الحكم في السودان، المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة رئيس البلاد عمر حسن البشير، والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة نائبه سلفاكير ميارديت.
وبينما وصف الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم الدولة السودانية بـ”الفاشلة”، هاجم المؤتمر الوطني بعض الأحزاب ووصفها بـ”شذاذ الآفاق”.

للصبر حدود
ومن جهة أخرى يتفق حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة حسن الترابي والحزب الشيوعي السوداني بزعامة محمد إبراهيم نقد على إدانة الحكومة في تعاطيها مع الأزمات السودانية.
أما حركة جيش تحرير السودان جناح مني أركو ميناوي فقد هددت بالعودة إلى الحرب من جديد، وقالت إنها غير مستعدة للانتظار أكثر مما انتظرت منذ توقيع اتفاق أبوجا للسلام سنة 2006.
وقال حبيب دقاش المستشار القانوني لرئيس الحكومة الانتقالية في إقليم دارفور للجزيرة نت إن حركته ستفتح الباب لكافة الخيارات، مؤكدا أنها تريد “إما سلاما حقيقيا أو عودة للمربع الأول”.
وأضاف دقاش أن الحركة ما تزال متمسكة بالسلام “لكن يجب أن تعلم الحكومة أن للصبر حدودا وأن صبرنا قد شارف على النفاد”.
وأكد أن خيار السلام “ستثبته جدية الحكومة في تنفيذ اتفاق أبوجا”، مضيفا “إذا سمحنا لأنفسنا بالصبر كل الفترة السابقة من عمر الاتفاق فإن الكوارث التي تحدث لأهلنا والمضايقات التي يتعرضون لها بعد أحداث أم درمان لا تعطينا مبررا للانتظار على الإطلاق”.
وأشار إلى أن تواجد رئيس الحركة مني أركو ميناوي مع قواته بالميدان في دارفور أملاه واقع مشؤوم يعيشه مواطنو دارفور هذه الأيام.

مسؤولية مشتركة
غير أن مصطفى عثمان مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية أكد أن على مني أركو ميناوي “مسؤوليات قومية ومسؤوليات تخص أهل دارفور”.
وقال للصحفيين إن عقبات اتفاقية أبوجا يتحمل مسؤوليتها الجميع، مضيفا أن “الباب مفتوح لمناقشة هذه القضايا في إطار الآليات التي حددتها اتفاقية سلام دارفور”.
وأضاف “نحن إطلاقا لا نرى أي مبرر للأخ مني لكي يبقى في دارفور ويرسل تصريحاته الإعلامية من هناك”، مجددا في الوقت ذاته التزام الحكومة بتنفيذ اتفاق أبوجا.
وقال إن تنفيذ الاتفاقية تقع المسؤولية فيه على الجميع وليس على طرف واحد، واستغرب أن “تكون مهمة الطرف الآخر التصريح لأجهزة الإعلام والالتقاء بالسفراء والأجانب كأن لا مسؤولية عليه سوى أن يجلس في كرسيه ويطلق مثل هذه التصريحات”.

مرحلة غير مسبوقة
زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي الذي بدا متمسكا بمشروع التراضي الوطني الذي يطرحه، قال أن السودان “يمر بمرحلة غير مسبوقة”، مشيرا إلى انتشار قوات دولية بموجب القرار 1590، ووجود “تعقيدات في دارفور أفرزت معها عشرات الفصائل المسلحة ذات الأجندات السياسية المختلفة”.
وقال المهدي -الذي كان يؤم عددا من أنصاره في خطبة الجمعة- إن السودان أصبح “يعاني من مشاكل شمالية شمالية وجنوبية جنوبية بعد أن كانت مشاكله شمالية جنوبية”.
وخلص المهدي إلى أن كل هذه الأحوال “تتجه في مساراتها كلها نحو هاويتي التشظي والتدويل”.
عماد عبد الهادي-الخرطوم :الجزيرة نت [/ALIGN]