عبد الجليل سليمان

حزب الأمة “المروزي”.. وبئس المقتنى


[JUSTIFY]
حزب الأمة “المروزي”.. وبئس المقتنى

وفي كتاب البخلاء للجاحظ أن المروزي (نسبة إلى منطقة بخراسان) كان يقول للزائر إذا أتاه، وللجليس إذا طال جلوسه: تغدّيت اليوم؟ فإن قال: نعم. قال: لولا أنك تغدّيت لغدّيتك بغداء طيّب. وإن قال: لا، قال: لو كنت تغدّيت لسقيتك خمسة أقداح، فلا يصير في يده على الوجهين قليل ولا كثير.
وأول أمس، زار الصحفيون دار حزب الأمة الذي دعاهم إلى مؤتمر صحفي إثر اعتقال زعيمة رهن التحقيق في قضية طرفها الآخر جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وكان أي الأمة – (لولا) أنه تقمص (المرزوي)، سيحقق كسباً سياسياً غير مسبوق، لكنهما (البؤس واللؤم)، منعاه من ذلك وأوقعاه في (شر أعماله)، إذ اعتدت مجموعة من أنصاره على الصحفيين جسدياً ولفظياً ولم توفر (نابية أومقذعة) إلاّ ووصفتهم بها ودمغتهم بالتخابر لصالح جهاز الأمن، وتلقي رشى من الحزب الحاكم، واعتدت على أحد الصحفيين وطالبت (بقطع رأسه)، ياللهول! ولاحقتهم عندما انسحبوا من (المؤتمر) خارج الدار، ويا للهول أيضاً.
ما حدث في دار حزب الأمة كشف بوضوح ما يعانيه هذا الحزب (العجوز) من بؤس ضارب أطنابه في كل شبر من جسدة الهرم، فحين كانت الفرصة تتقلب بين يديه (لفظها) حتى لم تعد في وجهي يده قليل منها أو كثير، فاستعدى الصحفيين ولم يُحظ مؤتمره بتغطية كانت ستتصدر الصحف.
الغريب في الأمر أن الأمة ويا للعجب العُجاب – طالب الصحفيين بالتدرب أولاً ثم حضور مؤتمراته، في حين أنه لا يملك صحيفة تعبر عنه، لأن التي كان يملكها (فشلت وأغلقت) فأصبح (لسان حاله) مقطوعاً، لولا هؤلاء الذين اعتدى عليهم.
تحوير بسيط في بيت المتنبي الشهير (ومكائد السفهاء واقعة بهم وعداوة الشعراء بئس المقتنى)، باستبدال كلمة الشعراء بـ (صحفيين)، تجعل أنشطة الحزب خارج دائرة الضوء، وها نحن نُطالب كما طالب بيان الصحفيين المُعتدى عليهم حزب الأمة باعتذار رسمي عن ما بدر من كوادره ومحاسبتهم، وأن على الحزب التعهد بمنع غير المتحدثين في المنصة من الوجود بقاعة المؤتمرات الصحفية التي سيعقدها لاحقاً.
ونضيف: إن على الأحزاب كافة أن تتعهد بحماية واحترام الصحفيين الذين تدعوهم إلى مؤتمراتها، وإلاّ فمقاطعة أنشطتها واقع لا ريب، ونكرر (إن عداوة الصحفيين بئس المقتنى).

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي