السجن في دوائر الفعل القديم!
لا أخفي إعجابي – أولاً – بالسيد الإمام الصادق المهدي، ثم احترامي له، فالرجل بالنسبة لي وللكثيرين مفكر وسياسي ورمز ديني ومجتمعي، قل أن تجد له مثيلاً في ساحات العمل العام على المستوى المحلي أو الإقليمي، لذلك جاء اعتقاله صدمة لنا، نحن الذين نود أن تنفتح أبواب الحوار، التي نحرسها بأفكارنا ورؤانا وأقلامنا، دون انحياز لطرف دون بقية الأطراف.
هكذا كان موقفنا دائماً خاصة في ما يتعلق بحزب الأمة القومي الذي يقوده إمام الأنصار وزعيمهم السيد الإمام الصادق المهدي، وكتبنا ذلك في أحلك الظروف السياسية عندما كان البعض (يتفرج) على الأحداث ولا يجرؤ أن يقول (بغم) في وجه الحكومة والنظام القائم، ونشكر للسيد الإمام ولقيادات حزبه أنهم يحفظون لنا ذلك، فالمواقف الصادقة تجاه القضايا العادلة لن تتغيّر، لذلك نطالب بالإفراج عن السيد الإمام الصادق المهدي، وأن يبدأ معه جهاز الأمن والمخابرات الوطني حواراً موضوعياً، ومسؤولاً يبّين له من خلاله الضرورات التي ألجأت الدولة إلى تشكيل قوات الدعم السريع، ولا نحسب أن (التفلتات) التي يقوم بها المتمردون وبعض منسوبي الحركات المسلحة بغائبة عن ذاكرة السيّد الإمام، ولا نظن أنه سيقبل بـ(الفوضى) المدمرة التي تخلفها هذه الحركات في كل مكان اتجهت نحوه، لأنها ستترك آثاراً مدمِّرة في نفوس الآمنين والآمنات من الرجال والنساء والأطفال.
لن يقبل السيد الإمام بتلك الفوضى، ولن يقبل إن كان الحاكم هو أو غيره أن ينتقص أحد من هيبة الدولة، أو يحاول تفكيك أوصالها بتلك الطريقة الغبية التي ستقضي على المتمرد قبل أن تقضي على الدولة.
لن يقبل السيّد الإمام أن ينفلت شيطان الحرب من عقاله، وتصبح كل الأرض ميادين له باسم (النضال) من أجل استئصال (شأفة) النظام واقتلاعه من جذوره، فالسيد الإمام الصادق المهدي، رجل نعرفه، خبرناه طويلاً، ونحسب أنه – كما ذكرنا بداية – من أفضل ساستنا ومفكرينا وحكمائنا، ونرى أنه بات يعلم الآن أن هناك من يريد أن يقطع طريق الحوار، كما تعلم الحكومة ومؤسساتها، لذلك نريد منه ومن (الشاكي) الذي هو جهاز الأمن والمخابرات الوطني، أن يبدأوا اليوم قبل الغد حواراً حول القضايا المختلف حولها، وهي قليلة حسب ما نعرف، وأن يستمع كل طرف إلى الآخر، دون أن نسجن أنفسنا في دوائر الفعل القديم.
أخرجونا بالله عليكم إلى الضوء من العتمة، وإلى النور من الظلمة، أخرجونا إلى فضاءات الحرية لأن ذلك هو السبيل الوحيد الذي يقودنا إلى الغد.
بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]