التدخل السريع… من القوات إلى الآليات
في الأنباء أن ولاية الخرطوم بصدد انشاء أو ربما أكملت انشاء ما أسمته آليات التدخل السريع وفي رواية أخرى كتائب الخريف استعداداً لموسم الأمطار الوشيك، وقد أعدت الولاية لهذا الغرض كما تقول خمسة آلاف شاب للعمل مع غرف الطوارئ بالمحليات، ولاندري سر اطلاق الولاية على هذه المجموعات الشبابية التي ستعهد إليها أداء أعمال وصيانات وحفريات مدنية صميمة هذه التسمية الحربية التي ارتبطت بالقوات العسكرية التي تؤدي مهام قتالية، اللهم إلا أن يكون ذلك تيمناً بقوات الدعم السريع التي يبدو أنها صارت مثلاً يحتذى حتى في التسمية،على غرار ما تفعله بعض الأسر حين تطلق على مواليدها الجدد أسماء لمشاهير تيمناً بهم وأملاً في أن يصبحوا مثلهم، ولكن سواء جاءت هذه التسمية عن قصد أو عفو الخاطر، فانها تبقى مسألة شكلانية اجرائية، هنالك ما هو أهم منها ما دمنا في رحاب هذه الآلية الولائية الجديدة التي تعيد إلى الأذهان قصة آلية أخرى أو إن شئت قوات أو كتيبة أخرى شبيهة بها وقع الحافر على الحافر… قبل نحو ثلاثة الى أربع سنوات للوراء على ما أذكر، كانت السلطات قد أعلنت في احتفال حاشد تبارى فيه خطباء انقاذيين فطاحل أذكر منهم دكتور نافع على نافع، عن تشكيل كتيبة وصفوها بالاستراتيجية وأطلقوا عليها مسمى كتيبة المروءة تباهوا بها وتنبروا وكمبلوا وعرضوا، وقالوا لنا هذه كتيبة إسناد مدني قوامها عشرة آلاف، وتتألف من أطباء ومهندسين وفنيين إلى آخره، وأنها ما قامت إلا لنجدة الناس أجمعين في حالات الكوارث والضوائق حسبما قالوا للناس يومها، إلا أن الذي وضح بعد ذلك أن وجود هذه الكتيبة كان أشبه بغلوتية الرجل الأعمى الذي يبحث عن قطة سوداء في حجرة مظلمة في ليلة دامسة الظلام علماً بأن القطة نفسها لا وجود لها، هكذا كان حال هذه الكتيبة الهلامية الإعلامية التي لم يسمع عنها أحد أي خبر أو يقف لها على أثر منذ ذلك الاحتفال الخطابي الدعائي وحتى لحظة كتابة هذا العمود، بل وحتى لحظة إعلان هذه الكتيبة الأخيرة التي أعلنوها دون أن يعلمونا عن المصير الذي آلت اليه الكتيبة السابقة، ودون أن يحدثونا عن الأسباب التي أقعدت السابقة وأجهضتها فولدت ميتة لم تصدر عنها حتى صرخة الميلاد، ثم لم ينورونا بالذي جد على المخدة أتنجيدٌ هو أم كيسٌ جديد على رأي المثل، والحكمة الصوفية القديمة تقول كل تجربة لا تورِّث حكمة تكرر نفسها، فما هو ياترى الجديد في آليات التدخل السريع وما الحكمة من ورائها، هل تراه مجرد تدبير استباقي لتحجيم أي جهد شبابي وطني خالص كالذي تم في الخريف السابق مثل مبادرة شباب نفير الذين أبلوا بلاءً حسناً وسحبوا البساط من كل التنظيمات السلطوية المنعمة…وبجي الخريف واللواري بتقيف وننتظر لنرى.
[/JUSTIFY]
بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي