عبد اللطيف البوني

الأرض اليباب


[JUSTIFY]
الأرض اليباب

مفاوضات سلفاكير /رياك مشار أهون منها ألف مرة مفاوضات البشير / سلفاكير في الفترة من انفصال الجنوب إلى أحداث ديسمبر الماضي وأهون منها ألفين مرة مفاوضات غندور/ عرمان التي تتزامن معها في التوقيت وفي المكان. فسلفاكير ومشار جاءا إلي أديس في مطلع الأسبوع المنصرم مكرهين وبضغط عالٍ من السناتور الأمريكي ووزير الخارجية جون كيري وبان كي مون سكرتير عام الأمم المتحدة الذين وطئت أقدامهما جوبا، وهددا سلفاكيرمباشرة ومشار بالإشارة بأن مستقبلهما السياسي سوف ينهى في الساعة والحين و بأمر من الأمم المتحدة وتنفيذ أمريكي إذا لم يذهبا إلي أديس ويوقعا اتفاقاً تتوقف بموجبه الحرب وتتشكل حكومة انتقالية.
وفي أديس رغم العناق الذي تم تصويره بين الرجلين إلا أن ساعة التوقيع كان الاكراه بادياً على وجهيهما إذ تبادلا الوثائق دون مصافحة لا بل حتى بسمة مشار الطبيعية بسبب الفلجة (الفي سنونه) قد اختفت، ثم بعد العودة إلى مقريهما لم تلبث الحرب بينهما إلا وشبت من جديد وقد قالها سلفاكير صراحة إن الوسيط ديسالين رئيس الوزراء الأثيوبي قد هدده شخصياً بالاعتقال إذا لم يوقع. أما مشار وبدبلوماسيته المعهودة فقد كان مثل الخميني وقال إنه تجرع السم عندما وقع على اتفاقية وقف القتال مع صدام أبعد كل ذلك هل يمكن أن نقول إن الحرب الأهلية في دولة جنوب السودان يمكن أن تتوقف؟
الضغط على الرجلين سلفا ومشار سهل جداً وأدواته كثيرة من حيث النظر. فالدول الغربية عامة وأمريكا خاصة التي صنعت دولة الجنوب وأصبحت بمثابة الحاضنة لها يمكنها أن تهدد بوقف حضانتها حتى القوى الإقليمية التي تساندهما, يوغندا في حالة سلفاكير وأثيوبيا في حالة مشار يمكن أن يضغط عليهما دولياً,, التدخل العسكري الدولي ليست فيه أي مشكلة لأن السيادة في الجنوب قد ضربت في مقتل ثم هناك أولاد قرنق باقان أموم ودينق ألور ولوكا بيونق وغيرهم يمكن أن يكونوا بديلاً جاهزاً للرجلين ولكن في نفس الوقت إن عوامل صمود الرجلين كير ومشارلا يمكن التقليل منها فالعالم الغربي مشغول بقضايا موقعها الاستراتيجي أهم من الجنوب كما أن إنزال قوة أجنبية ليس بالأمر السهل من ناحية عملية أما أولاد قرنق وإن لم تتلوث أيديهم بالدماء في الحرب الجارية فإنه ينقصهم البعد القبلي.
نأتي لحبيبنا السودان فأين موقعه من هذا الذي يدور في الجنوب علماً بأنه أول المتأثرين بما يجري هناك؟ المعلوم أن السودان هو الدولة الوحيدة الممنوعة من الاقتراب أو التصوير في حرب الجنوب مع أنه في ذات الوقت هو الدولة الوحيدة تقريباً القادرة على أن تتحرك هناك وفي عدة صعد. مؤخراً حدث تطور لافت في موقف السودان (المحايد) ويتمثل ذلك في قول وزير الدفاع إن دولة سلفاكير مازالت تدعم ليس قطاع الشمال فحسب بل الجبهة الثورية ثم الإعلان عن زيارة لمشار للخرطوم .
من الأفيد للسودان أن يطور قدراته الدبلوماسية ويتحرك تجاه الجنوب بإيجابية فشغل (تحت/تحت) لن يفيد السودان على المدى البعيد. إن الجغرافيا والتاريخ تحتمان أن يكون السودان هو المرجعية لمستقبل دولة جنوب السودان ولكن إذا لم يستفد السودان من هذه المعطيات لأي ظرف من الظروف فلن نستبعد أن نسمع قريباً أن تخليص جوبا من القتال يمر بالخرطوم وأنا ما بفسر وإنت ما تقصر…
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]