زهير السراج
البو(ظ)ــتة
* وبالفعل طرحت هذا السؤال فى هذا المكان بعد حديث قصير عن مشاهداتى وملاحظاتى وتجربتى القصيرة المؤلمة فى دهاليز البريد فى مقال أسميته بالبريد الـ(ص)ــريع، وذلك من منطلق الحرص على حقوق الناس، وعلى خدمة البريد الوطنى التى يتمنى أى حادب على الوطن أن يراها نجمة متألقة بين مثيلاتها فى العالم ومصدر فخر واعتزاز لنا ومحل ثقة كل من يتعامل معها ويأتمنها على أسراره وممتلكاته ومراسلاته، ومهما كانت أهميتها وسريتها وخصوصيتها يشعر ويطمئن بأنها فى أيد أمينة، وهكذا كان عهدنا بالبريد وبالهيئة العامة للبريد والبرق طيلة سنوات عديدة !!
* وكان للمقال صدى ايجابى لدى القراء والمتعاملين مع البريد، ولدى معظم المسؤولين فى البريد الذين نظروا بكثير من الموضوعية للجوانب التى تطرقت إليها، ووعدوا بتقديم خدمة متميزة ريثما تكتمل الترتيبات الخاصة بانتهاء اجراءات نقل الملكية واعادة الهيكلة واستيعاب المتغيرات الجديدة، وناشدنى بعضهم بالكتابة ملتمسا من زبائن البريد الصبر، وها أنا أفعل بكل مسؤولية ورحابة صبر واستعداد فطرى على التعاون اللا محدود من أجل مصلحة الجماهير التى ظلت صابرة وصامدة ومتفائلة بمستقبل أفضل !!
* غير ان القلة ( داخل البريد)، التى لا تطيق سماع النقد ولا تعير اهتماما بالرأى الآخر، ولا يهمها ان يسوء البريد أو يتحسن ما دامت تشغل المناصب الرفيعة وتقبض المرتبات العالية، كان لها تصرف مختلف وسلوك آخر، فبدلا من الاعتراف بالخطأ والسعى لتصحيح الاوضاع التى لا تسر أحدا، سارعت بتوجيه اللوم لمن اعتقدت أنه فتح لى أبواب البريد لأرى ما خفى على الناس، وأوجه إليه انظار المسؤولين وأسلط عليه الاضواء من أجل الاصلاح والتصحيح وحماية حقوق الناس وسمعة البريد، وللاسف فلقد أخطأت تلك القلة الهدف وأساءت الظن بمن لا ذنب له ولا جريرة فى ما رأيت وكتبت، وانما هى مسؤولية أتحملها وحدى بكل تبعاتها أمام الله وأمام القراء وأمام القانون إذا رأت تلك القلة ان تلجأ إليه للفصل بين من هو على حق ومن هو على غير ذلك !!
* بدلا عن توجيه أصابع الاتهام للابرياء ولومهم وتقريعهم، أرجو مخلصا أن ترى تلك القلة الأمر بمنظار الحادب المشفق على مصالح البلاد والعباد، وليس على مصالحها ومواقعها، وان تتصرف بناءا على مقتضيات الأمانة التى ارتضت ان تحملها والتى يجب ان تؤديها لاصحابها بكل تجرد ونزاهة واقتدار كما يأمر الشرع والاخلاق والقانون والعرف، وذلك حتى تعود البوستة نجمة متألقة فى سماء بلادنا، وتستعيد سنى مجدها الزاهية، تتألق فى خاصرتها ( السين ) رمزا للسنا والبرق والضوء والاشراق، بدلا عن ( ظاء ) الظلام والظنون والظروف التى راق وطاب لها الشرود والتوهان فى دهاليز وصناديق وشوالات البوستة التى تحولت بسبب ما تنوء به الى ( بوظتة ) !!
drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: – 2009-04-29