جمال علي حسن

الرهان على الحوار.. رغم الخرخرة


[JUSTIFY]
الرهان على الحوار.. رغم الخرخرة

ملل وإحباط يسود أجواء الساحة بسبب تداعيات الأحداث المتلاحقة في الأيام الماضية، والتي لا أكاد أستطيع حتى سردها أو الإشارة إلى بعضها بالتسلسل الموضوعي الكامل لها وذلك بسبب سيف حظر النشر القانوني المسلط على رقبة الصحافة في بعض تلك القضايا..

برغم قرارات البشير الواضحة إلا أن هناك من يراهنون على (الخرخرة) بطرق مختلفة أهمها توظيف وتطويع الكثير من النصوص القانونية للإبقاء على الوضع في حاله ومنع الإقلاع الآمن لطائرة التغيير التي أشار البشير لها بالإقلاع..

(الشيطان في التفاصيل) عبارة معروفة تريد هيئة الدفاع عن الإنقاذ القديمة الرهان عليها ووضعها كأساس للتحايل على المكاسب والحقوق التي وفرتها قرارات البشير للقوى السياسية المعارضة ولعموم الناس في البيان رباعي الأركان الذي دشن موسماً ربيعياً كنا نتوقع أن يأتي مبشَّراً بكل معاني التوافق والالتئام الوطني العام.

لا اعتراض لدينا على القوانين لكننا نستاء حين تستدعي بعض الجهات نصوصا قانونية بشكل طارئ بخصوص حالات يها شبهة مخالفة القانون نفسه ..

نستاء كثيراً كمنابر رأي عام داعمة ومؤيدة للانتقال الجديد، نستاء تماماً حين تمضي جملة الأحداث نحو الهبوط الاضطراري المبكَّر لطائرة لم تغادر محيط المطار الذي أقلعت منه بعد..!!

نستاء كصحافة سودانية حين يقف وزير الإعلام أمام البرلمان يهدد بإيقاف ومصادرة الصحف وهو القادم للحكومة من ساحة المعارضة (زمان) قبل أن تقدم الإنقاذ أي تنازل يذكر، والآن حين قدمت الحكومة ما نراه مناسباً من تنازلات تكفي لعودة الجميع لساحة العمل السياسي يقف الوزير الإنقاذي (بالوكالة) ليقول ما لم يقله الوزراء الإسلاميون والإنقاذيون (بالأصالة)..!

أمثال هؤلاء السياسيين يعلمون جيداً أن توفر البضاعة الأصلية في الأسواق يعني كساد البضاعة المقلدة و(الكوبي) ولن يكون لوجود تلك البضاعة أي معنى بعد فتح الاستيراد السياسي ودخول الكبار في الحلبة، لذلك حق لموردي (الكوبي) أن ينزعجوا وأن يدعموا دخول المشهد السياسي في السودان في أجواء الارتباك والتشويش..!!

أعتقد أنه ورغم هذا الإرباك، يظل التمسك بالحوار هو المنقذ الوحيد لبلادنا من حالة اللا استقرار التي تعيشها..

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي