عبد اللطيف البوني

دبلوماسية اللادبلوماسية


[JUSTIFY]
دبلوماسية اللادبلوماسية

نشهد للسيد علي كرتي وزير الخارجية انه قد خرج كثيرا عن التقاليد الدبلوماسية التي تدعو للتكتم وعدم الافصاح عن اي ازمة في علاقة البلاد الثنائية او الاقليمية او الدولية وفي حالة اتساع الازمة على الرتق يقوم العرف الدبلوماسي بتجميلها والتخفيف من شأنها كأنما الدبلوماسية دون غيرها مكلفة بشعرة معاوية، وبلغ خروج كرتي على الاعراف الدبلوماسية شأوا بعيدا فيما يتعلق بعلاقة السودان بالدول الخليجية وقالها صراحة إن علاقة السودان بإيران واحدة من العوامل التي وترت تلك العلاقة ولكنه لم يذكر العوامل الاخرى كتوجهات النظام الايدلوجية وبعض ملامح سياسته الداخلية ثم علاقة النظام بأمريكا خاصة والغرب عامة لابد أن تلقي بظلالها على علاقة السودان بالخليج. لم يقل كرتي بذلك لزوم الحفاظ على بقية الاستار الدبلوماسية، فعلى العموم نحن في زمن اصبحت فيه السيادة الكاملة دقة قديمة وهذا ما لا يمكن أن يتفوه به وزير خارجية.
في آخر لقاء اعلامي للسيد كرتي يوم السبت الماضي وفي قناة الشروق قال إن هناك معلومات مغلوطة تنقل للدول الخليجية عن السودان (اها في الحتة دي يا سيد كرتي قبضانك) فلو قلت إن هناك سوء فهم لبعض سياسات السودان لما قلنا حاجة اما قولك (معلومات) فهذه من السهولة دحضها اذا كانت مغلوطة والفشل في هذا يعتبر فشلا دبلوماسيا بينا ووزارة الخارجية احدى اهم اذرع العمل الدبلوماسي فمثلا اذا اشيع عن السودان انه يخبئ اسلحة دمار شامل ايرانية لتوجيه ضربة للخليج او حتى اسرائيل فمن السهولة اثبات لذوي الشأن أن هذه معلومة مغلوطة. ثم ثانيا الواضح من كلام السيد الوزير انه يعلم الجهات التي تختلق المعلومات الخطأ او تلك تلونها فبالتالي يصبح من السهولة تعقبها لو كانت هذه الجهة محلية او اقليمية او حتى دولية. ثم ثالثا الوزارة تعلم اننا في زمن يصعب فيه اخفاء الوقائع اخفاءً تاما ولكن يمكن تحويرها ويمكن تلوينها فلماذا لا يكف السودان عن الوقائع القابلة للتلوين خاصة تلك ليست فيها مصلحة للبلاد وان كانت فيها مصلحة خاصة لبعض الافراد ؟ الحتة دي محتاجة للعلاج بالكي من جهة ما .
اما شكوى السيد الوزير عبر (الشروق) من ضعف الاستثمارات العربية الخليجية في موارد السودان الضخمة ففي الحتة فليسمعنا نحن الشفنا بعيونا الشقية وسمعنا بإضنينا الشقية دي البنموت وياكلن الدود وما جابوه لينا فالبيئة المحلية السودانية طاردة طاردة لأي استثمار محلي او اقليمي فالسياسيون والاداريون المناط بهم تشجيع الاستثمار هم اكبر الطاردين له ,, تقديم المنفعة الخاصة والاتاوات وصفافير الطريق تكسر ضهر اي مشروع استثماري والشواهد على قفا من يشيل، فالمستثمرون العرب الذين جاءوا للسودان بناء على علمهم العام والخاص بإمكانيات السودان (قاموا صوف) وعكسوا ما شاهدوه في السودان عبر وسائط الاعلام فأصبح هذا من المعلوم بالضرورة، ففي الحتة دي مافي معلومات مغلوطة ولا افهام مغلوطة انما حاجة بل حاجات مغلوطة في سودان الجن دا.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]