تحية لإثيوبيا في عيدها الوطني ..!
قبل ثلاثة وعشرين سنة كان هنالك شاب إثيوبي مناضل يتعرض لعملية قطع الذراع من مفصل الكتف بعد سلسلة معارك طويلة في ميدان معركة كبير ما بين اكسوم إلى شيري … وكان نظام منقستو يقود حملة دموية اسمها “غرب التقراي” … وتمت العملية بسكين ومنشار بدون بنج في خيمة ميدانية وإلى جواره اللواء أحمد البدوي أحمد الحاج … “النقيب أمن” في ذلك الزمان …!
واللواء أحمد موجود لرواية تفاصيل أكثر وربما نحظى منه بلقطات تذكارية لايام الشباب والنضال ..!
ولكن اللقطة الأوضح هي شهادة البدوي أن المناضل أبادي زامو لم يطرف له جفن والمنشار يقضم ذراعه … ولكنهم هم من اصابهم الجزع وهم يرون العظام تتكسر والدماء تفور ..!
ومن بين الدماء والعظام … نهضت أمة الـ 90 مليون لتحرر قرارها السياسي والاقتصادي وتحقق طفرة مذهلة لم تخضع للصناديق الدولية ولم تأتمر بأمرها ..!
حاليا آبادي زامو سفير جمهورية إثيوبيا الفيدرالية في السودان وفي ذاكرته الكثير من الذكريات عندما عاش ايام النضال بالسودان متنقلا بين بورتسودان والخرطوم إبان تأسيس جبهة تحرير التقراى وحتى إكتمال تحرير اثيوبيا..!
ولديه الكثير من الفخر والحب للرفاق السودانيين وللبلد التي ضمت وآوت كتائب التحرير ومكنت أسرهم وذويهم من الحياة الكريمة الآمنة وصاروا مواطنين في الديم والجريف والقضارف وغيرها ..!
وأبادي هو من يستقبل ضيوف إثيوبيا اليوم في السفارة للإحتفال بذكرى تحرير إثيوبيا من “عهد الرعب الأحمر”!
وذكريات أخرى عندما تولى الكثير من الأعباء والمهام السياسية وعندما صار حاكما للإقليم … وذكريات أخرى عندما كانوا يعقدون جلسات مطولة لمناقشة “من هو عدو أثيوبيا الأول؟!” وما هي مشكلة إثيوبيا الأولى … والخلاصة تأتي بعد عشرات الساعات من العصف الذهني والخلاف وتباين وجهات النظر … أن العدو الأول والمشكلة الأولى … هو الفقر ولا شيء غير الفقر ..!
وأبادي في جلسة مناقشة فكرية طويلة في مكتبه يتحدث عن عدد من الخيارات حسمها المكتب القيادي بفارق صوت واحد … وهذه الخيارات هي سبب تطور إثيوبيا وإزدهارها اقتصاديا في أيامنا هذه ..!
والمناضل زامو يواصل في “النضال الدبلوماسي” ويجعل سفارة إثيوبيا هي الأنشط وسط السفارات … وذلك بإقامة الكثير من المناشط أبرزها:
ندوات وورش عمل حول سد النهضة وتأثيراته الايجابية لكل من السودان ومصر وذلك بحضور كبار مسؤولى وخبراء الطاقة والمياه.
ندوة حول مستقبل العلاقات السودانية الاثيوبية فى ظل التطورات الحالية.
ندوة حول تجربة الحكم الفدرالى الاثيوبي.
ندوة حول اثيوبيا والتعدد الديني.
الاسبوع الثقافي الاثيوبي السوداني … أيام وأيام من التواصل الثقافي والفني عبر جولة في عدد من ولايات السودان المختلفة ومن ثم تم ختام الاسبوع في الخرطوم.
اخيرا ملتقى الاعمال الاثيوبي السوداني المنعقد بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا لتفعيل التجارة والاستفادة من فرص الاستثمار.
هذا غير تنظيم فعاليات العزاء ثم الذكرى الأولى لرئيس وزراء إثيوبيا الراحل ملس زيناوي … ثم تنظيم الزيارة التاريخية لرئيس وزراء إثيوبيا الحالي هايلي مريم ديسالين … والتي تجول فيها ما بين القضارف ومروي والخرطوم.
حقيقة نضال ديبلوماسي مشرف … وتهنئة لإثيوبيا في ذكرى الخلاص من “الرعب الأحمر” … وتمنياتنا لها وللقارة الأفريقية بالمستقبل المشرق.
[/JUSTIFY]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني