عبد الجليل سليمان

في حلبة المصارعة


[JUSTIFY]
في حلبة المصارعة

ومما يروق لي قراءته والاستمتاع به، صفحة (حكايات) التي تخصصها كل (جمعة) لتغطية فعاليات المصارعة السودانية (مصارعة النوبة)، التي كنا نشد الرحال إليها (كداري)، ونحن بعد صغار بمدينة القضارف (من حي ديم النور إلى تخوم حي المطار ببادوبة)، وهو مشوار من أدنى المدينة إلى أقصاها، لكنه يستحق كل هذا الرهق.
وأذكر أن مصارعة النوبه كان يروج لها بمايكرفون محمول على عربة أجرة (تاكسي) يجوب أحياء المدينة يدعو الجمهور إلى حضورها، وكان (مروج المصارعة) شخص لطيف، يضفي إلى المصارعين الذين يحملون القاباً رائعة ومثيرة حتى أن أحد المصارعين كان يلقب بـ (حنان بلوبلو).
وفي صفحة (حكايات) الأسبوعية عن مصارعة النوبة، واسمحوا لي باستخدام هذا المصطلح، لأنه الأقدم والشائع مقارنة بالجديد (المصارعة السودانية)، أول ما يلفت انتباهك ويثير فضولك هو (الألقاب)، فمثلاً وكما ورد في صفحة أمس أن الدمار الشامل فتك بالمؤتمر الوطني، وأن طلقة نارية تصيب كاربينو في مقتل، وأن أوباما انتصر على الكيري, والبيت الأبيض اعتقل جاد الكريم.
وهذه كلها ألقاب عدا جاد الكريم – الأمر الذي يضفي جواً من الإثارة المحببة للعبة السودانية البارعة ويجعلها (محل) استقطاب للكثيرين ممن يتوجهون صوب الحاج يوسف حيث تلتئم حلبات النزال فيقضون أوقاتاً ممتعة، حتى أن دبلوماسي ياباني شهير انضم إلى الحلبة ونازل أشد المصارعين بأساً مثل طلقة نارية، الدمار الشامل، أنفولونزا الطيور والإسعاف، الذي سجل غياباً ملحوظاً عن المنافسة.
وأنا استدعي ذاكرتي المبكرة، تمنيت أن يكون المصارع القضارفي الشهير الملقب بـ (حنان بلوبلو) بين مصارعي الجيل الحالي، لكنت عقدت بينه والمؤتمر الوطني مباراة كبيرة حتى استمتع بأن أرى خبر مصارعي المفضل في مينشيتات الصحف (حنان بلوبلو يطيح بالوطني).
بالتأكيد ستكون المباراة المفترضة بين (بلوبلو والمؤتمر الوطني) مثيرة للغاية لأن الأخير صار مترهل العضلات، بينما يتوقع أن يمارس الأول رقصه على الحلبة، ثم يرفع كعادته – بالمؤتمر عالياً ويضرب به أرض الحلبة.
دعك عن (بلوبلو) فهو مصارع قديم من مدينة بعيدة نسبياً عن حلبة الحاج يوسف، ربما يكون بلغ الآن من الكبر عتياً، ولنركز على المصارعين الراهنين، إذ أنه متوقع بحسب متابعين ومراقبين للعبة أنه فيما لو التأمت مباراة بين المؤتمر وأنفلونز الطيور الذي اختفى بعد هزيمته الأخيرة من الدمار الشامل، فإن الفوز سيكون من نصيب الأخير، إذ أنه يتمتع بإمكانيات فنية ولياقة بدنية تفوق غريمه، لذلك من المرجح أن ينسحب المؤتمر من أمامه ليتلقى (الإسعاف)، ورغم (تواضع الأخير) لكن وفقاً للمستوى المهزوز الذي ظهر به المؤتمر الوطني في مباراياته الأخيرة فإنه من المرجح أن يحمله الإسعاف من الحلبة إلى أقرب مستشفى، وفأل الله ولا فأل المراقبين والمتابعين.

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي