صلاح الدين عووضة

نتحداه أن يفعل !!!

[JUSTIFY]
نتحداه أن يفعل !!!

* في ليلة واحدة (غنى) كاتب هذه السطور و (مثّل) و(قرأ القرآن)..
* كان ذلك خلال ليلة من ليالي مدرستنا الأدبية حين كان التعليم (جميلاً) و(أسرياً) و(مجانياً)..
* فهو الذي انبرى للتلاوة الاستهلالية، وقد كانت آيات من سورة مريم..
* وهو الذي انبرى لإتمام الدور الناقص في المسرحية وكان دور التمرجي..
* وهو الذي انبرى للترنم بأغنية الختام- في غياب من يُفترض أن يقوم بالمهمة هذه- وكانت (إنت كلك زينة)..
* كل ذلكم الذي فعله صاحب هذه الزاوية في ليلة واحدة لو طُلب منه فِعل واحد منه الآن لعجز..
* فقد اكتشف- عندما كبر- أن صوته لا يصلح للغناء ولو بين جدران الحمام..
* وأنه (أروش) لا يجيد من التمثيل حتى ما كان صامتاً منه..
* وأن سورة مريم التي كان يحفظها عن ظهر قلب لم يبق منها في ذاكرته إلا الآيات التي تحكي قصة مريم هذه نفسها..
* وهكذا كان التعليم (شاملاً)- في زماننا ذاك – منذ مرحلة الإبتدائي..
* فأنت يمكنك أن تغني ليصفق لك الحضور- تشجيعاً – وإن كان صوتك يماثل صوت كاتب هذه السطور (قبحاً)..
* ويمكنك أن تمثل- لتجد التشجيع ذاته- وإن كان تمثيلك يشابه تمثيل بعض ممثلي أيامنا هذه (هبلاً)..
* ويمكنك أن تلعب كرة القدم – لتُشَّبه بسانتو والدحيش – وإن كان لعبك ينافس لعب موسى الزومة (شتارةً)..
* ثم إن الطالب منا آنذاك – في إطار الشمول هذا- كان يفقه في أمر السياسة ما يجعله ملماً بأسماء قيادات بلادنا السياسية كافة ..
* والفقرة أعلاه هي مربط (الأسى) لكلمتنا هذه على خلفية تحسُّر إسلاموي برلماني بارز على الذي آل إليه حال شباب زماننا هذا..
* فقد قال إنهم (يجهلون قيادات البلاد السياسية، وباتوا مهتمين بقضايا انصرافية)..
* وهذا الذي قاله هجو قسم السيد صحيح- بالتأكيد- ولكن القيادي البرلماني لا يتفضل علينا بذكر الأسباب التي أوصلت الشباب إلى (الدرك) هذا..
* فهل فشلت- مثلاً- (ثورات) التعليم العديدة التي انبثقت عن (ثورة) الانقاذ؟!..
* أم فشلت نظرية (إعادة صياغة الإنسان السوداني) التي بشرت بها كثيراً الإنقاذ هذه؟!..
* أم أن الفشل التعليمي هذا هو نتاج فشل عهد اقتصادي أُدرج الطالب فيه ضمن مصادر (الدخل القومي) ليضحى (دافعاً) بدلاً من أن يكون (متلقياً)؟!..
* ومهما يكن من أسباب أدت إلى (ضياع) جيل اليوم فإن ثمة شيئاً نعذر أبناءه على جهلهم به وإن أثار غضب النائب البرلماني المعروف..
* إنه (الإلمام بأسماء قيادات البلاد السياسية) من أهل التمكين الإنقاذي ..
*وهي قيادات – للعلم – أكثر عدداً بـ(خمسين) مرة من قيادات أي نظام سياسي سابق في السودان ..
*أو- بعبارة أخرى – هي تعادل كل الوزراء الذين مروا على البلاد منذ الإستقلال وإلى ماقبل عهد الإنقاذ ..
*فنظام له في العاصمة وحدها أكثر من ثمانين وزيراً – بخلاف المستشارين والمعتمدين ووزراء الدولة – كيف يُمكن أن تُحفظ أسماء منسوبيه؟!..
* بل إن هجو قسم السيد ذاته نتحداه أن يُحصي لنا قيادات (زماننا هذا) السياسية..
*أي أن يحصي لنا أسماء قيادات لنظام هو نفسه (قيادي) فيه ..
* أو حتى أن يحصي لنا- إن عجز- قيادات حكومة ولاية الخرطوم فقط..
* وسوف نكافئه – إن فعل – بليلة نغني له فيها ونمثل ونقرأ ما بقي في ذاكرتنا من سورة مريم !!!!!
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة