عبد الجليل سليمان

يوسي ماس.. التعليم التحريضي


[JUSTIFY]
يوسي ماس.. التعليم التحريضي

وأمس، أطلقت يدي الصحفيّة المغلولة عن فعاليات ومناشط كثيرة، أمسك عن تغطيتها وإن دُعيت، فكثير منها من وجهة نظري الشخصية (لا يثمر) إلا حصاد الهشيم، لكن صباح أمس كان مختلفاً في حضرة (يو سي ماس)، إذ كنا حضوراً مبكرين في قاعة بمعرض الخرطوم الدولي، لنشهد منافسة حامية الوطيس بين (600) مشاركاً تتراوح أعمارهم/هن بين 7 و13 سنة، يتم اختيار فريقاً منهم لا يتجاوز السبعين ليمثل السودان في اختبارات الذكاء في (الحساب الذهني) بماليزيا التي تعرفهم جيداً إذ حققوا منذ أول منافسة شاركوا فيها في العام 2006م، وإلى الآن مراكزاً متقدمة وحصدوا كؤوساً كثيرة.
كل تلك الإنجازات الملموسة، جعلتني أبسط يداي حضوراً في منافسة عارمة، أمها جمع غفير الماليزي البروفيسور (دينو وونغ) مؤسس البرنامج عام 1993م.
لن يكون مفيداً أن أسرد للقارئ تفاصيل عن دقة التنظيم وعن الحضور الكثيف من (وزيري التعليم والرياضة بولاية الخرطوم، ممثل البنك الإسلامي السوداني، ممثل شركة زين، والوزير السابق أسامه عبد الله)، ولا عن المهارة الفائقة التي يتعامل بها الأطفال مع الـ(Abacus) أي العداد، وكأنهم ينظفون حُبيبات فول، ولكنني أردت أن أقارن بين التعليم التحريضي والتلقيني الذي تصر وزارة التربية والتعليم على حشو رؤوس الصغار به، فلا يحققون أي إنجازات.
يقول (خالد الهلالي) مدير الـ (يوسي ماس) بالسودان: “إن الأطفال المنضوين تحت البرنامج بمقدورهم حل مسألة حسابية معقدة في دقائق معدودة”.
وتقول المنافسة التي رأيناها، إن منهج برنامج يو سي ماس، يستهدف تحفيز الذهن على التفكير عبر وسيلة تدريس بسيطة (العداد)، بحيث تُكتسب الطفل مهارات في التركيز، والملاحظة، فيقدح خياله ويمرِّن ذاكرته، ويُعزِّز مبادئ السرعة والدقة والإتقان، لذلك فإن أطفال (يو سي ماس)، يتمتعون بالسرعة والدقة والقدرة على إجراء العمليات الحسابية، مثل جمع الأرقام من فئة العشر خانات في غضون ثوانٍ قليلة.
على كلٍّ، استمتعنا أمس، ونتمنى أن يحقق أطفالنا (بعد أن قنعنا) من كبارنا، للوطن ما يحققه أسلافهم، فقط علينا أن نقدم لهم تعليماً جيداً وفق منهاج علمي مدروس ومخطط له، وتحية لـ (يو سي ماس)، وللأطفال الذين بحوزة برنامجها، ونتمنى لهم أن يأتوا إلينا يإنجاز آخر من كولالمبور يخففون به أحباطاتنا السرمدية.

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي