عبد اللطيف البوني

قنع من خير فيها


[JUSTIFY]
قنع من خير فيها

صديقنا صلاح عمر حمزة كان يحكي لنا عن مدرس درسهم انجليزي في المرحلة الوسطى وكان يصفه بانه كان (متسلبط) في ذلك دون معرفة كافية ومن طرائفه أن دخل في مشادة مع طالب اسمه الشريف الجاك فقال له (يو (انت) الشريف الجاك آر يو (هل انت) قنعت أور نوت (ام لم) قنعت؟ إف يو آر (اذا انت) قنعت سي (قل) قنعت ؟) لقد كان هذا لسان حال الكثير من الزملاء الذين تحلقوا في فندق روتانا في احدى نهارات الاسبوع الماضي بدعوة من السيد اسامة عبد الله ليشهدوا تدشين منظمة سودان فاونديشن فالذي يدور في الاذهان يا ربي اسامة دا قنع من خيرا في السياسة وطلقها بالتلاتة ام لا ؟ لا بل البعض طالبه صراحة قائلا (إف يو آر قنعت سي قنعت)
سودان الجن دا منذ نشأته في 1821 ظلت الدولة هي المسئولة عن عجلة التنمية فيه حتى في زمن الانجليز (1900 -1956) والذين كانت بلادهم يقوم اقتصادها على القطاع الخاص كان كل ما قدموه للسودان عن طريق الدولة فمشروع الجزيرة الذي اسهم لا بل تسبب في قيامه القطاع الخاص الانجليزي تلقفته الدولة الانجليزية في السودان . كان يمكن للانجليز أن يصنعوا منه ومن غيره قطاعا خاصا ولكن لحاجة في انفسهم لم يفعلوا وهذة قصة اخرى . بعد الاستقلال كان تخطي الفكر الاشتراكي خطا احمر المهم المحصلة النهائية في التنمية حتى يوم الناس هذا كانت لا تنمية ظاهرة ولا دولة ناجحة ولا قطاع خاص يعول عليه والنتيجة (ميتة وخراب ديار)
السيد اسامة عبد الله كان في قلب محاولات الانقاذ التنموية لا بل في بنياتها الاساسية من كهرباء سدود ثم خرج من التجربة فهداه تفكيره الى امكانية وجود نهضة تنموية يقوم بها القطاع الخاص والعمل المجتمعي لتصب في عب البلاد والعباد بدون مرور بالدولة ولعل هذا هو الاتجاه العالمي فجديد اسامه انه قال بإمكانية تخطي الدولة في محاولات بناء نهضة تنموية في السودان لم يقل صراحة انه لا بد من إبعاد الدولة لقيام تلك النهضة ولم يقل صراحة إن الدولة عامل تعطيل ربما لقصة (الريدة القديمة) لذلك لا يحق لنا أن نسأله عن المكبلات التي تعرض لها عندما كان يقود التنمية ككادر من كوادر الدولة ودعونا نفترض انه يريد أن يكون جهده اضافة لجهود الدولة ويا دار ما دخلك شر.
وضع اسامة افكاره على الورق ودعا لها من دعا وتمت صياغتها في اطار تنظيم اسماه (سودان فاونديشن) فأخذت الاطار المؤسسي لتكون الفكرة أن الافكار يمكن أن تبني وطنا اذا احسن ترجمتها على ارض الواقع فالمشكلة ليست في موارد السودان وليست في انسان السودان وليست في فلس وفقر السودان المشكلة ادارية بحتة فاذا احسن ادارة المعطيات ستكون النتائج باهرة.
الدولة يمكن تجاوزها بكل سهولة فهي في السودان ليست عميقة وليست ذكية بل (مطرطشة) لكن المشكلة في الحكومة التي تدير الدولة فأسامة يعلم هذا الامر جيدا فالسياسة التي تمارسها الجهات السياسية عن طريق الحكومة هي يمكن أن تكون عائقا فطالما انه لا توجد دولة القانون التي تكفل كافة الحريات وتجبر الحكومات على عمل ما ينفع البلاد والعباد ستظل الحكومات الاتوقراطية هي التي (تبرطع) وهذا هو اكبر مهدد لمشروع اسامة واي مشروع نهضوي آخر فالحكومة مبرطبعة والدولة مطرطشة والشرح الكثير يُفسد المعنى.. رحم الله عبد الله الطيب.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]