المذكرة ومكتب شكاوي المواطنين
ساقتنا الأقدار في زيارة صباحية الى مكتب الاستعلامات وشكاوي المواطنين بجهاز الأمن والمخابرات الوطني وذلك لتسليم مذكرة للسيد مدير جهاز الأمن سيادة الفريق محمد عطا. والمذكرة حول موضوع صحيفة الصيحة وهو أمر قد تداولته الأسافير وصار معلوما لدى الكافة.
مكتب الاستعلامات وشكاوي المواطنين، وربما أكون قد اختصرت الاسم “أو قلبنته” ولكن لا يهم، فهو في موقع بارز وواضح جوار البوابة الرئيسية لجهاز الأمن وعلى بعد خطوات من “المركز الطبي الحديث”!
يعمل المكتب 24 ساعة دون توقف. نعم 24 ساعة. يعني بمقدور المواطن أن يقصده في فجر عيد الأضحى وصباحه ليجد ضابط مناوب متفرغ ومعه طاقم عمل كامل !
هذا الأمر من العام 2003، والخدمة مستمرة. لم يحدث أن سمعنا بعيده الخامس أو العاشر ولم نسمع بفرقعات إعلامية حول الإنجازات التي قدمها.
استقبلنا؛ أنا ومحمد لطيف وفاطمة الصادق ولينا يقوب وعزة عوض الكريم وأم سلمة العشا؛ ضابط محترم وعرضنا له المذكرة وقلنا له إننا حرصنا على تقديمها عبر النافذة الجماهيرية التي يلجأ لها آحاد المواطنين لأننا فعلا آحاد مواطنين. مجموعة صحفيين وقيادات إعلامية تلتقي عبر الواتساب في قروب “بريس ليدرز” يمكن أن تقل او تزيد ويمكن أن يخرج أي شخص من القروب في أي لحظة مؤقتا او للأبد.
وغير هذا القروب هنالك العشرات، ويمكن غدا أن ينشط قروب آخر ويتفكك قروب بريس ليدرز.
المهم أننا بعد المعلومات التي تلقيناها عن المكتب أحسسنا أننا اخترنا النافذة الصحيحة تماما.
هذا المكتب معني بقضايا كثيرة ولكنه يكافح ظاهرة هامة للغاية وهي انتحال صفة ضابط الأمن، أو حتى جندي الأمن، وظاهرة أخرى مشابهة وهي استغلال عضو الجهاز لصفته الأمنية في نطاق لا يخصه مثل أن يقوم فرد مختص بتأمين وزارة الصحة بتصرف في مواجهة حفلة لا تروق له بسبب إزعاج أو نحوه.
حتى رجل الأمن خارج دائرة اختصاصه عليه أن يدون بلاغا ويترك الموضوع للشرطة ما لم يقتضِ الأمر شيئا آخر أو طلبا من الشرطة ذاتها.
أرقام الانتحال للصفات النظامية ما زالت كبيرة ولكن لا علاج ناجع لها مثل نافذة الشكاوي في الجهاز ويا ليت لو فتحت كل قوة نظامية نافذة للشكاوي الجماهيري.
لا أعتقد أن هذه النافذة ذات ضرر حتى وإن تمسك البعض بقولهم إن الدعاوي الكيدية وتصفية الحسابات الخاصة قد تتسلل عبر هذه النافذة وذلك لأن طول الخبرة في التعامل مع الدعاوي من المؤكد أنه يمكن الجهات المختصة والمدربة جيدا من اكتشاف أي خلل في أطواره الأولى.
قلت للضابط المسئول: أنا شخصيا بعد قرابة عشرين سنة صحافة أستطيع الادعاء بمقدرتي على تمييز أي خبر مفبرك من صحيح بمجرد الاطلاع عليه.
لا أعتقد أنه بعد عشر سنوات من العمل لم تتوفر هذه الخبرة للمكتب.
المهم لقد كانت ونسة مفيدة وغالبا ما استمر في مناقشة الموضوع من زوايا مختلفة وخاصة موضوع “انتحال الصفة النظامية”.
شكرا للمبادرين بتوقيع المنظمة، وشكرا لمكتب شكاوي المواطنين في هذه العجالة التي ربما كانت أقل من المقام .
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني