«السيسي» على قمة الهرم..
بالأمس استظلت مصر الشقيقة بظل رئاسة جديدة، جاءت بالسيد المشير عبدالفتاح السيسي، رئيساً منتخباً للجمهورية، شكّل دون شك رغبة ملايين المصريين من عامة الناس وغمارهم ومئات الآلاف من الصفوة والمفكِّرين، وركائز القوى الناعمة والمثقفين وقيادات المنظمات السياسية وقادة المجتمع المدني، من الذين يقفون على الجانب الآخر، من فكر وتوجهات جماعة الإخوان المسلمين، الذي صادموا النخب السياسية والفكرية منذ تأسيس الجماعة، وطوال مسيرتها العلنية والسرية منذ العام 1928م، وعندما بذر الإمام حسن البنا بذرتها الأولى.
لقد ظلت المواجهات – دائماً – بين السلطة القائمة في مصر، وعلى مر عهود الحكم، مواجهات دامية، كانت أكبر بقعة دم فيها هي نزف الإمام حسن البنا، مؤسس الجماعة الذي أغتيل إبان الحكم الملكي في الثاني عشر من فبراير عام 1949م، ليكتب (قلم البوليس السياسي) وقتها نهاية أول مرشد لجماعة الإخوان المسلمين.
وحتى بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952م كان موقع الجماعة قريباً من قيادة الثورة إلى أن حدثت المفاصلة نهائياً بإعدام منظّر الجماعة ومفكرها، الذي طالب ودعا إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر، وهو ما لم يقبل به رجال العهد الثوري الجديد فتم القبض عليه تم محاكمته وإعدامه عام 1966م لتبدأ الحرب بين (النظام) وبين الجماعة، وتستمر حتى تأزم الموقف بعد اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات في السادس من أكتوبر عام 1981م، داخل حصنه، وعلى منصة النصر التي كان يستعرض فيها قوات الجيش المصري في ذكرى انتصارات حرب العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر عام 1973م.
بلغ الإخوان المسلمون في مصر أعلى مواقع السلطة في مصر عقب ثورة 25 يناير 2011م التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، لتبدأ بعد ذلك مواجهات جديدة لم تقتصر على الجيش وحده، بل إلى الشارع المصري، من خلال سياسات وتشريعات لم يقبل بها الكثيرون، وجاءت الطامة الكبرى التي زعزعت الأرض تحت أقدام الرئيس محمد مرسي عندما واجه القضاء بالإعلان الدستوري، ليشتعل الشارع من جديد، ويطيح بأول رئيس مدني منتخب قبل نهاية عامه الأول في السلطة.
الفرصة الآن أمام مصر، وأمام فخامة الرئيس الجديد السيد المشير عبدالفتاح السيسي، لتشهد عهداً جديداً من الاستقرار السياسي والاقتصادي يخرجها من وهدتها – الطارئة – لتحتل موقعها من جديد في خارطة العالم، مؤثرة في مختلف الاتجاهات والأصعدة، ونرى أن ذلك متاح الآن من خلال المشاركة العالمية غير المسبوقة في تنصيب رئيس مصر الجديد، وأدائه القسم بالأمس، وتوقيعه على وثيقة تسلم السلطة من سلطة المستشار عدلي منصور.. ذلك رغم وجود رئيسين سابقين في السجن لكن الأمل كبير في المصالحات السياسية للخروج بمصر نحو المستقبل.
رعى الله مصر وحفظها إلى يوم الدين.
بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]