ولاية الخرطوم.. نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً
من المتعب جداً متابعة (حجوة) نقل وإعادة مواقف المواصلات في ولاية السيد عبد الرحمن الخضر أو ولاية الخرطوم .. فحكومة الولاية ستظل تنقل المواقف وتعيدها وتنقلها مرة أخرى حتى (تنفجر مرارتنا) أو يقضي الله أمرا كان مفعولا.. سيظل التخبط مستمراً والترويج الإعلامي مدفوع الثمن لهذا التخبط أيضاً سيستمر..
ومع كل الأسف فإن قدراً كبيراً من السطحية والانتهازية يسيطر على العديد من الواجهات السياسية والإعلامية في هذا البلد (المنسي) إلا من رائحة أوجاعه المزمنة..
ليس هذا هو موضوعنا، بل موضوعنا هو أمن مواطني ولاية الخرطوم، ذلك الملف الأكثر أهمية وإلحاحاً الآن في العاصمة..
أمنك وأمانك.. نعم ليست هناك حرب شوارع في الخرطوم لا قدر الله.. هذا صحيح، لكن الصحيح أيضاً أن انتشار جرائم الخطف والسرقة يجعل العاصمة الخرطوم الآن ليست هي تلك المدينة الآمنة بمعنى هذه الكلمة.
وكنت أتمنى أن تقدم لنا ولاية الخرطوم تقاريرها المفصلة حول نسب وأنواع الجرائم المندرجة تحت عنوان (السرقة) كعنوان كبير ومنفصل وتحته أنواع وأساليب وظواهر منتشرة ثم (الاحتيال) كعنوان آخر لتوصيف مجموعة من الظواهر الإجرامية الجديدة..
وتقدم لنا إدارة الشرطة بالولاية إجابات حول تلك الظواهر، مثلاً سرقة الهواتف الجوالة: نريد أن نعرف لماذا تنتشر جريمة سرقة الهواتف الجوالة بهذا المستوى في الوقت الذي تمتلك فيه الأجهزة الأمنية قدرة على التنسيق مع شركات الاتصالات واكتشاف أية جريمة لسرقة هاتف جوال بمجرد إعادة استخدامه في الشبكة؟..
ظاهرة سرقة الهواتف الجوالة يمكن محاربتها وإنهاؤها كما تفعل الدول الأخرى بفضل سهولة الكشف عن المستخدم الجديد للهاتف المسروق، وبتفعيل هذه الآلية الناجعة في مكافحة هذه الجريمة سيفهم أي شخص أنه ليس من مصلحته إذا كان يريد الحصول على هاتف جوال أن يشتريه من شخص أو مكان غير معروف حتى لا يتورط في شبهة الاشتراك في سرقة هذا الهاتف إذا اتضح أنه هاتف مسروق ومبلغ عنه..
ظواهر إجرامية كثيرة يمكن محاربتها وإنهاؤها تماماً لكن المطلوب من الدولة أن تدعم أجهزة الشرطة بالإمكانيات اللازمة، خاصة وأننا نمتلك مؤسسة شرطة لها خبرة كبيرة في كشف الجريمة.
كما أن السيطرة على الخرطوم أمنياً لا تعني فقط حراسة حدود الخرطوم أو منع الاعتداء المسلح عليها بل تعني توفير الأمن الاجتماعي للجميع.. وتطبيق عقوبات رادعة لكل من يتورط في ارتكاب جريمة في حق مواطن أو أسرة أو مال عام.
فرض هيبة الشرطة يكون بتوفير وتخصيص المزيد من الإمكانيات للشرطة؛ فلا بديل للشرطة إلا الشرطة..
اترك مواقف المواصلات الآن يا والي الخرطوم؛ فهذا مسلسل طويل وممل.. فقط أنجز لنا شيئاً واحداً قبل أن تنتهي فترة ولايتك.. مياه شرب.. أمن مجتمع.. مواصلات.. صحة ودواء.
اختر واحدة فقط من قائمة الملفات والقضايا التي على طاولتك وقم بتنفيذها واترك الباقي للآخرين؛ فحواء والدة.. لكن الذي يحزننا حقاً أننا ظللنا نسمع جعجعة مزعجةً منذ سنوات ولا نرى طحيناً.
[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي