عبد اللطيف البوني

كرتي لا بلح ولا عنب


[JUSTIFY]
كرتي لا بلح ولا عنب

بعد (الشمطة) التي نشأت بين وزير الخارجية علي كرتي وصحيفة الحياة اللندنية فيما يتعلق بالعلاقات السودانية الخليجية الايرانية وبعد متابعتنا قراءة وسمعا يمكننا القول إن ايران لم تقل انها تريد نصب صواريخ في السواحل السودانية لتهديد السعودية بل الوزير هو الذي قال ذلك حيث سمعنا الشريط الذي ارسلته صحيفة الحياة عبر الاسافير على كرتي وهو يقول انه بعد الهجوم الاسرائيلي الصاروخي طلبت ايران نشر صواريخ دفاعية على ساحل البحر السوداني ثم اضاف الوزير نحن رفضنا لان في ذلك تهديدا للسعودية كلمة (تهديدا) للسعودية قالها الوزير وقد يكون هذا هو الواقع ولكن ايران وعلى حسب الوزير نفسه عرضت صواريخ للدفاع عن السودان حتى لا يتعرض لهجوم صاروخي اسرائيلي آخر ومن المؤكد أن ايران احتجت على ما قاله الوزير فنفى كلامه (المسجل) فاعتبرت السعودية أن كلامه الاول كان ابتزازا فزاد الوزير ايران كيل بعير عندما قال إن علاقتنا معها دون الطموح وانه لابد من تطويرها وانه سوف يقوم بزيارة لطهران قريبا مع انه هو ذات نفسه قال من قبل وفي اكثر من مناسبة منها واحدة داخل قبة البرلمان إن العلاقة مع ايران اضرت بعلاقتنا مع الخليج العربي وهكذا وبتصريحاته المتناقضة لم يطل كرتي بلح الخليج ولا عنب ايران وقد يرجع هذا التناقض لحالة السيولة السياسية في بلادنا وفي الاقليم هذا اذا اردنا التماس العذر له.
في تقديري انه ليس هناك تمحور اقليمي قد تبلور وانتهى بمعنى انه لم يبرز بعد محور سعودي خليجي مصري اردني في مقابل محور ايراني عراقي سوري حزب الله حوثي (شيعي) وبين المحورين يقف السودان واليمن وليبيا (حفتر/ بلحاج ) وقطر يتلفتون يمنة ويسرة لان التمحور الاقليمي يحتاج لتمحور دولي فأمريكا القطب الواحد- تريد الكتلتين الاقليميتين تحت جناحها وتتفاهم مع ايران تفاهما وصل درجات متقدمة خاصة بعد وصول روحاني للحكم والسعودية تدعو وزير الخارجية الايراني لزيارتها فيعتذر ويتعلل بانه له موعدت مع النادي النووي ومصر بعد السيسي سوف (تفتش طفولتها وملاعب صباها ) كما غنى وردي فكل هذا يشي بأن الاستقطاب لم يكتمل بعد وان هذه المحاور المشار اليها ما زالت في حالة سيولة حتى داخل الكتلتين هناك تقاطعات مذهبية وسياسية فيما يتعلق بالسودان فإن وضعه الجغرافي والديني المذهبي (السني) يضعه في محور السعودية مصر ولكن وضعه السياسي يجعله اقرب للمحور الآخر لان التيار الحاكم فيه سبق له أن غازل الفكر السياسي الشيعي ممثلا في الخميني ثم ايران الدولة استفادت من تضييق الخليج عليه وعراب الاسلام السياسي في السودان الترابي قالها وبصريح العبارة انه لا يؤمن بالمذهبية في الدين اي لا سني ولا شيعي.
مع التحفظ اعلاه على بلورة المحاور فإن مشروع المحور الذي تتزعمه ايران يظهر وكأنه فاتح ذراعيه لضم السودان اليه ولكن مصالح السودان ومزاج الشعب فيه يجعلانه اقرب للمحور السعودي المصري وهذه الضبابية سوف تنتهي بواحد من الامور الآتية أن تتجاوز السعودية ومصر (بدرجة اقل) شكوكهما نحو السودان بأن يفتحا له باب محورهما او يقدم المحور الايراني اغراءات كبيرة للسودان ويصبح جزءا منه او يستمرئ السودان حالة الضبابية هذه ويظل في حالة المراوحة هذه بحجة عدم الانحياز لأي من الفريقين. اما اذا تساءلنا اين دور الدبلوماسية السودانية؟ ولماذا يعمل السودان برد الفعل؟ ولماذا لا يبادر ؟ فالإجابة أن خيارات السودان ضيقة لدرجة التلاشي ,, وانا ما بفسر وانت ما تقصر.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]