جمال علي حسن

عاطلون.. موعدنا مكتب الوالي صباحاً

[JUSTIFY]
عاطلون.. موعدنا مكتب الوالي صباحاً

(بساطة) الوالي عبد الرحمن الخضر (وطيبته) هل جاءت هذه المرة إيجابية جداً وأتت بالخير وفتحت كل أبواب الأمل والتفاؤل بقصد أو بدون قصد؟، ها هو السيد والي ولاية الخرطوم بعد أن خانه التعبير أو خانه الحظ في النقل غير الدقيق لكلامه، المهم أن النتيجة كما ترون بائنة أمامكم فقد انفتحت على الرجل بوابات ضخمة لجيوش من الشباب العاطلين عن العمل.. تجمعوا بالعشرات بل بالمئات أمس الأحد أمام مكتبه بنية مبيتة لتلبية الدعوة قبل وبعد تعديل تصريحاته أو تصحيحها يوم السبت..
لو اعتمدنا تصريحه الأول أو تصحيحه الثاني فإن النتيجة واحدة وهي أن والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر قدم الدعوة للعطالى من الشباب لتسجيل زيارة كريمة ومباشرة لسعادته في مكتبه كانت قبل التصحيح عبارة عن زيارة لاستلام الوظيفة، أما بعد تصحيح الخبر فقد تحولت إلى زيارة للحصول على (شغل) عن طريق التمويل الأصغر..
النتيجة واحدة.. وهي التزام الوالي بحل مشكلة العطالة وتوفير فرص عمل عن طريق التمويل أو عن طريق الوظيفة، المهم أنه عمل وإنتاج جاء يجرجر أذياله إليهم بعد طول انتظار..!
لكن لو لم ينجح الخضر في توفير التمويل لكل هؤلاء الشباب الذين وزع عليهم أمس فورمات التمويل الأصغر فسيكون قد أخلف وعده المباشر وهذا أمر غير مقبول..
أما لو أوفى الخضر بوعده وضخ مبالغ التمويل الأصغر لكل هؤلاء الذين حضروا أمس والآخرين الذين لم يحضروا فسنقول إن ولاية الخرطوم أنجزت أحد الملفات التي يصعب على حاكم ولاية كليفورنيا الأمريكية حلها في ولايته..!!
أنا طبعا مندهش للطريقة التي تتم بها الأمور في ولاية الخرطوم، مندهش كيف يتولى الوالي شخصياً حل قضية العطالة بشكل مباشر وعبر مكتبه و(يربط لسانو) وبوعود قاطعة لا تنسجم مع معطيات الواقع بل يتبناها هو مباشرة في حين أن هناك مؤسسات كاملة تعمل في هذه المشروعات؟..
المشكلة في الطريقة التي تدير بها قيادة الولاية الملفات طريقة (دق السدر) لا معنى لها و(عيزومة المراكبية) لعاطلين عن العمل تجعلهم يقفزون دون تردد في البحر ويلحقون بالمركب ويصلونها بالفعل.. فهل ستتحملهم هذه المركب جميعهم على متنها؟ وهل هناك ما يكفي أصلا ً لهؤلاء (المعازيم)..؟!!
المشكلة في الكلمة التي حين تخرج من فم المسؤول يكون من المستحيل أن ترجع إلى مخرجها مرة أخرى.. صححوها أو عدلوها أو (لتَّقوها) أو جمَّلوها.. لكنها خرجت..
ما حدث أمس إذا كان بنوايا (طيبة) لحل مشكلة فإن الطريقة غير صحيحة في دولة مؤسسات، أما إذا كان الأمر قد تم بسوء تقدير وحساب للنتيجة فإن هذا يؤكد وجود أزمة كبيرة في قيادة هذه الولاية.
أما الاحتمال الثالث وهو المرتبط بضرورات المنبر وما يطلبه المستمعون فإن الكارثة هنا أكبر لأنه يكون مثل اللعب على أحلام شريحة من الشباب والخريجين الذين لو صمتت الحكومة وتركتهم في حالهم لكان أرحم لهم ولها من أن تعبث بأحلامهم في الحصول على عمل.
قضية البطالة لا يمكن حلها بهذه الطريقة إطلاقاً وهي قضية عالمية تعاني منها أغنى دول العالم فكيف يكون الحل بهذه البساطة والقطعية وفقر الخيال التي تتعامل بها حكومة ولاية الخرطوم؟.
عموماً الأوراق بطرفكم.. أوراق العاطلين.. والنداء كان مفتوحاً والبقية في الطريق إليك سيدي والي ولاية الخرطوم..
شوكة كرامة:
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي