لماذا الحوار..؟
قد لا تتطابق آراء ووجهات الساسة حول شيء أو قضية ما مثلما تتطابق حول الإجابة على السؤال أعلاه: (لماذا الحوار؟) فعندما يتحدث الساسة حول الحوار فإنهم يخاطبون أحلام العامة، ويدغدغون مشاعرهم، ويُحْيُون مَوَات أحلامهم، في وطن آمن مستقر، ويقولون- دائماً- إن الحوار هو الطريق الحقيقي للتحول الديمقراطي، والتبادل السلمي للسلطة، وهو الاتفاق على الوطن والاختلاف حول معالجة قضاياه.
الحكومة تدعو للحوار، والمعارضة بأقوى ممثليها تشارك في أول جلسة أو إجتماع تفاكري حول القضية التي تشغل الجميع.. ومع ذلك تدعو أصوات عالية إلى مقاطعة الحوار، وتلك الأصوات قد لا يكون لها الوزن الجماهيري أو الشعبي الذي تستند عليه في دعوتها تلك، رغم أثرها السلبي على المسيرة السياسية العامة.
أما الحكومة فإنها تدعو للحوار وتعمل على إفساده في ذات الوقت، إذ ما هو تفسير الأحداث الكبيرة التي هزت الساحة السياسية وهددت أمر التواصل الحزبي والسياسي والمجتمعي بـ(حبس) هذا و (إعتقال) ذاك.
وأحزاب المعارضة الرافضة للحوار إن هي أخطأت فإن خطأ الحكومة أفدح، لأنها هي المسؤولة عن أمن الناس وإستقرار عيشهم وتوفير الخدمات الضرورية لهم، لذلك نجد أننا في (الصف الشعبي) الذي يحلم بنتائج الحوار السياسي، فالحرب أصحت نيرانها تحت أقدام الجميع، وليس في ساحات الورى وميادين القتال، وذلك من خلال انعكاساتها السلبية على الروح الوطنية، وعلى الانتاج الذي يؤثر بدوره على الاقتصاد، ونقول للجميع كفانا محاربة لأنفسنا إذ تكفي الحروب السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية ا لمفروضة علينا، ونحن نحاول التخفيف عنها ونقول الخطر تارة والحصار تارة أخرى، رغم أنها حرب حقيقية مدروسة، نساعد في إنتشار نيرانها بأنفسنا، لأن أكثرنا لا ينظر إلا إلى نفسه.. ومصالحه الشخصية، رغم أننا زائلون.. والذي يبقى بعدنا هو الوطن ونخشى ألا يجده إبناؤنا في مقبل الأيام.
نحن نريد الحوار ومعه ونتمسك بنتائجه المرجوة لأنه سبيلنا الوحيد نحو ما يحلم به الجميع، إلا إذا كان البعض إختصر الوطن كله في نفسه.. ومصالحه.
بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]